مقال

الحفاظ على كرامة الأسرة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الحفاظ على كرامة الأسرة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 30 ابريل 2024

الحمد لله الذي خلص قلوب عباده المتقين من ظلم الشهوات، وأخلص عقولهم عن ظلم الشبهات أحمده حمد من رأى آيات قدرته الباهرة، وبراهين عظمته القاهرة، وأشكره شكر من اعترف بمجده وكماله، واغترف من بحر جوده وأفضاله، وأشهد أن لا إله إلا الله فاطر الأرضين والسماوات، شهادة تقود قائلها إلى الجنات، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وحبيبه وخليله، والمبعوث إلى كافة البريات، بالآيات المعجزات، والمنعوت بأشرف الخلال الزاكيات صلى الله عليه، وعلى آله الأئمة الهداة، وأصحابه الفضلاء الثقات، وعلى أتباعهم بإحسان، وسلم كثيرا، ثم أما بعد تتكون الأسرة من الزوجين والأولاد، وحياة الأسرة فيها كثير من الأمور التي يجب أن تستر وتحجب عن الآخرين.

كما توجد أمور خاصة بين الزوجين يجب ألا يطلع عليها الأبناء، وقد أكد الإسلام على ذلك حفاظا على كرامة الأسرة وهيبتها وحقوقها في المجتمع المسلم، ولا يجوز التدخل في شؤون الأسرة وإعلان أمورها الخاصة إلا عند الحاجة أو الضرورة، وإن العلة الموجبة للإذن، وهي الخلوة في حال العورة، فتعين امتثاله، ثم رفع الجناح بعدهن في ذلك للطوافين في الخدمة، وما لا غنى بكم عنه منهم، فسقط الحرج عن ذلك وزال المانع، وعن السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمكث عند زينب بنت جحش ويشرب عندها عسلا، فتواصيت أنا وحفصة أن أيتنا دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم فلتقل إني أجد منك ريح مغافير، أكلت مغافير، فدخل على إحداهما فقالت له ذلك، فقال “لا، بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش، ولن أعود له”

فنزل قول الله تعالى فى سورة التحريم ” يا أيها النبى لم تحرم ما أحل الله لك” إلى قوله تعالى ” إن تتوبا إلى الله” للسيدة عائشة والسيدة حفصة رضى الله عنهن، ويقول تعالى ” وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه” وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم “بل شربت عسلا” وقد طلق صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين حفصة طلاقا رجعيا عقوبة لها على إفشاء السر، وراجعها بناء على تكليف الله تعالى له بذلك لكثرة طاعتها لله تعالى، وأخبره أنها إحدى زوجاته في الجنة، والمغافير رائحة تظهر في العسل لأن النحل كان يتغذى من شجر العرفط، الذي صمغه المغافير، وكان صلى الله عليه وسلم يحب الحلوى والعسل، ويشتد عليه أن يوجد منه ريح خبيثة، والمغافير ريحها فيه شيء ولهذا حرّم على نفسه العسل، فنزلت سورة التحريم.

وهنا تظهر عظمة الرسول صلى الله عليه وسلم في تحريمه أحب الطعام لديه حتى تبقى رائحته طيبة، ولا يؤذي زوجاته، وهذه قمة الإيثار، ويقول صلى الله عليه وسلم “إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة، الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه، ثم ينشر سرها” ويقول صلى الله عليه وسلم “استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان لها فإن كل ذي نعمة محسود” ولا تعلم أهلك وولدك، فضلا عن غيرهم، مقدار مالك فإنهم إن رأوه قليلا هُنت عندهم، وإن كان كثيرا لم تبلغ قط رضاهم، وخوّفهم من غير عنف، ولِن لهم من غير ضعف” وفقنا الله وإياك لكل خير، وبارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو التواب الرحيم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى