مقال

المبادئ والمهمات الأساسية

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن المبادئ والمهمات الأساسية
بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله شارح صدور المؤمنين، فانقادوا إلى طاعته وحسن عبادته، والحمد له أن حبب إلينا الإيمان، وزينه في قلوبنا، يا ربنا نشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، ونشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، وصلى اللهم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين أجمعين، ثم أما بعد إن التربية والتعليم من المبادئ والمهمات الأساسية التي اهتم بها الإسلام ودعا إليها، حيث يمكن بواسطتهما بناء بنيان راسخ وقوي للأمة، فالتربية هي تنمية سلوك الفرد وترقيه نحو القيم العليا، وإن التربية الإسلامية هى المنهج الواضح الذي رسمه القرآن الكريم والسنة النبوية، وتتكفل برعاية الإنسان من حيث البدن والعقل والروح، وقد تعددت تعريفات العلماء للتربية الإسلامية، ومنها تعريفها بأنها تحضير الإنسان للحياة في الدنيا والآخرة.

ومن تعريفاتها أنها المفاهيم المترابطة التي تنضبط بفكر وأساس واحد وتعتمد على مبادئ وأخلاق الإسلام، ويقول صلى الله عليه وسلم “لو أن رجلا اشترى ثوبا بعشرة دراهم، وكان فيهم دراهم حرام، لم يقبل الله تعالى منه عملا حتى يؤديه إلى أهله” وقال صلى الله عليه وسلم “لو أن أصحاب المال الحرام استشهدوا في سبيل الله تعالى سبعين مرة لم تكن الشهادة لهم توبة، وتوبة الحرام رده إلى أربابه، والاستحلال منهم” وقال صلى الله عليه وسلم “من أكل الحلال أربعين يوما، نور الله تعالى قلبه، وأجرى ينابيع الحكمة على لسانه، ويهديه الله في الدنيا والآخرة” وقال الله تعالى لموسى عليه السلام إن أردت أن تدعوني، فصن بطنك عن الحرام، وقل يا ذا المن القديم، والفضل العميم، يا ذا الرحمة الواسعة، فأنى أجيبك فيما سألتني” وقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.

“لو صمتم حتى تكونوا كالحنايا، وصليتم حتى تكونوا كالأوتار، لم يقبل منكم إلا بورع حاجز” وأخبر النبي صلي الله عليه وسلم أن السارق عند سرقته لا يكون مؤمنا، يرتفع منه الإيمان لا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ومن السرقات العظيمة السرقة من الأراضي، تغيير العلامات ليسرق من الأرض، ويضيف ما ليس من حقه في حقه، يدخله فيه، قال صلي الله عليه وسلم “ومن سرق من الأرض شبرا” شبرا واحدا يأخذه الرجل من أرض جاره، شبرا واحدا “ومن سرق من الأرض شبرا طوقه يوم القيامة من سبع أرضين” هذا الشبر اضرب في عمق سبع أرضين ويجعل حول عنق السارق يوم القيامة، كيف يحمله؟ كيف يطيقه؟ هكذا هو حاله يوم القيامة، وكذلك روى مسلم رحمه الله عن ندم السارق يوم تقوم الساعة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال.

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم تقيء الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوانتخرج الأرض كل ما فيها من الكنوز، والأموال من الذهب والفضة التي هي سبب تقاتل الناس وشجعهم، وسرقتهم واعتداء بعضهم على بعض، وقطعهم أرحامهم تقيء الأرضإذن يوم القيامة تقيء الأرض، أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان من الذهب والفضة، فيجيء القاتل، فيقول في هذا قتلت، ويجيء القاطع، فيقول في هذا قطعت رحمي، ويجيء السارق فيقول في هذا قطعت يدي، ثم يدعونه فلا يأخذون منه شيئا، فإن الأمر جد خطير، وإن هذه الجريمة التي ترتكب من قبل كثير من الناس، في اعتدائهم على الأموال العامة، والسيارات والبيوت، والمخازن والأسواق، والحقائب والأموال، إنها جريمة عظيمة، ولا ننسى أن نذكر حديث النبي صلي الله عليه وسلم في أسوأ الناس سرقة، الذي يسرق صلاته لا يتم ركوعها، ولا سجودها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى