مقال

تعظيم جناب الشريعة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن تعظيم جناب الشريعة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 27 مارس 2024

الحمد لله الرحيم الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أنزل القرآن هدى للناس وبينات من الهدي والفرقان وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا وعظيمنا محمدا عبده ورسوله سيد ولد عدنان، صلى عليه الله وملائكته والمؤمنون وعلى آله وأزواجه وخلفائه وجميع أصحابه ومن تبعهم بإحسان، ثم أما بعد، إن لزوم الإيمان والتقوى، والاستقامة على الدين، وتعظيم جناب الشريعة، والعمل بأحكامها هو سبب للغيث والزرع والبركة، وإن سنن الله تعالى ماضية في عباده، وعقوباته لا تدفع إلا بطاعته، وعسى ألا نسلك مسلك الذين عُذبوا بأنواع العقوبات بعد أن لم يتعظوا بآية القحط والجدب، ولا سيّما أن أهل المنكرات ماضون في إفسادهم ومجاهرتهم بالحرب على الله تعالى وعلى شريعته وعلى عباده الصالحين، والإنكار عليهم قليل.

وهذا من البلاء العظيم الذي يكون سببا في رفع الرزق والأمن، وحلول الخوف والجوع لأن الله تعالى يغار على حرماته أن تنتَهك، فنشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الذي تعلقت به قلوب المخبتين، فأذعنت لكبريائه، وذلت له في عليائه، وسعت في مرضاته، واستغنت به عن غيره فلم تذل لمخلوق وإن علت منزلته، ولم ترهبه مهما بلغت قوته فهي قلوب مستكفية بالله تعالى، مستقوية به عز وجل، متوكلة عليه وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله حذر أمته العذاب، وبين لهم طرق النجاة، وبلغ البلاغ المبين، فكان الناصح الأمين، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، فلقد وصلنا إلي زمان أصبح فيه الكلام في الدين بلا روابط ولا قيود وأصبح كثير من الناس من يخوض في الفتاوي الفقهية دون دراية أو وعي.

بل ومن الناس من يشكك في الدين ويشكك في الأئمة علماء الإسلام بل يخوض في أعراض الصحابة الكرام عياذا بالله، وأن كل إنسان يرى على أهواءه الشخصية مسألة يحرمها أو يحللها، لا، فنحن كمسلمين نصدر عن أمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، فأي إنسان يتكلم في حلال وحرام في فتوى ويقول، قال الله، أو قال رسوله، أو قال العلماء، أما الفتاوى اللقيطة التي فيها اعتماد على الكلمات الرنانة دون الرجوع إلى الشرع فهذه مسألة خطيرة، ويعني ذلك مثلا إذا امرأة تتكلم عن الحجاب وتقول الحجاب تضييق على حرية المرأة وأنا أرى أن الشعر نعمة من الله، لماذا نغطيها ؟ فيجب هنا أن نقول لها أن العورة ايضا نعمة من الله لماذا نغطيها؟ فهذا المنطق هو نفس منطق أهل الشرك قديما، فلما حرم الله تعالى أكل الميتة، قالوا التي أماتها الله بيده لا نأكلها، والتي نميتها بأيدينا نأكلها، ولذلك قال الله عز وجل فى سورة الأنعام.

” ولا تأكلوا مما لم يذكر إسم الله عليه وإنه لفسق وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون” وإن المسألة ليست أماتها الله تعالى أم نحن ذبحناها المسألة هنا أن الله عز وجل أحل لنا الذبيحة لأنك حينما تقطع عروق الرقبة من الجانبين يفور الدم فيطيب اللحم، أما التي ماتت فإن الدم انحبس فيها ففسد اللحم حتى الأطباء يقولون إن بقاء اللحم لفترة أطول معتمد على تفريغ الدم من الذبيحة ولذلك من المستحب عدم قطع الرقبة كاملة ليبقى الاتصال يفور الدم جميعا من الذبيحة ويطيب اللحم ويبقى أطول فترة ممكنة، ولا يكون فيه أى خبث أو أذى للإنسان، فليست القضية الله أماتها ونحن ذبحناها، فالقضية هنا أن الله حرم الميتة لأن فيها الضررعلينا حرم الله الميتة لأن فيها الخبث، وأحل الله الذبيحة لأنها ذبحت بسم الله وطاب لحمها.

فهي فيها أمان وصحة على آكليها جميعا، وعند أهل الكتاب عوقبوا بتحريم ما أحلّ الله لهم، فقال تعالى فى سورة الأنعام ” فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا، وأخذهم الربا وقد نهوا عنه وأكلهم أموال الناس بالباطل وأعتدنا للكافرين منهم عذابا أليما”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى