مقال

حنانك يا ولدي .. بقلم السيد شحاتة

حنانك يا ولدي

بقلم. السيد شحاتة

هذه رسالتي إليك أكتبها بعد تردد، أكتبها وقد زاد الأنين أكتبها وقد فاض القلب حزنا على موقفك وتعنتك.

فإنك يا ولدي لا تعلم ماذا فعلت بفعلتك في قلوب تتمنى لك الخير والسعادة بل لا ترى سعادة الدنيا إلا بك

أكتب إليك رسالتي وقد بلغت من الكبر ما بلغت، وأنت في بداية شبابك وقد أغرتك الدنيا وأصبحت قادرا على اتخاذ قرارك متحملا تبعاته دون الإنصات إلى رأي من أحبوك من ليس لهم هدف في الحياة إلا إسعادك أمدرك انت ذلك.

أكتبها لك يا ولدي إن شئت قرأتها وإن شئت مزقتها، فقد مزقت القلب من قبل بعنادك.

ولكن أتوجه إليك بسؤال بأي ذنب ياولدي جنيته لتأخذ مني موقفا أو لتتخذني عدوا لا تطيق أن تجلس معي أو تتحدث معي.

هل أخطأت يوما في تربيتك ؟ هل قصرت يوما في طلباتك ؟وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟

حنانك يا ولدي

يا ولدي ألم يأن آوان قلبك أن يرق لأب أضناه الشوق وألجمه الحزن فجعلت بفعلتك الحزن والألم شعاره.

لن أرفع شكواي إلى السماء ولن أبث حزني وهمومي حتي لا يصيبك شؤم عقوقك لا لن ولم أفعل فأنت مازلت فلذة كبدي وريحان حياتي وبهجة دنياي.

أذكرك ياولدي بأن للناس هفوات وهفوات ويوجد لكل منا نقاط ضعف وتصرفات قد لا تروق لك ولكن أسلوب الإساءة إليهم لن يؤدي سوى نتائج سلبية.

وهكذا ياولدي حينما يصدر منك ماقد يراه الآخرين تصرفا مسيئا وقد يلجأ لنقدم ستعرف حينها أنك كنت تؤذي مشاعر الآخرين.

أريدك ياولدي أن تعلم أن ما تراه من سلبيات في غيرك وتتهمه بصفات كما تتصورها ربما هي بعيدة كل البعد عن الواقع.

فقد تكون أنت الذي لا تعلم شخص من تتعامل معه ولا تدري أهو سيئ أم حسن وكل ماقد تراه من مساوئ قد يكون في نظرك أنت وقد يكون حكمك على الآخرون ناقص الدقة وغير صحيح.

فلا تتسرع ياولدي بانتقاد غيرك بكلمات قد تكون قاتلة لأقرب الناس إليك دون أن تدري فقد تكون خناجر مسمومة تطعن بها من يحبوك وأنت لا تدري مدي قسوتها عليهم.

وأخيرا ياولدي لابد وانت تعلم انت وأمثالك أن آباؤكم هم جنة الله في أرضه وأنهم رداء الستر الذي يحفظكم وأنهم لم يقصروا أو يقطروا عليكم بوقت أو مال وأنتم مازلتم صغارا فكونوا خير سندا لهم وهم كبارا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى