مقال

أسوء الظواهر الإجتماعية

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن أسوء الظواهر الإجتماعية
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله، الحمد لله بارئ النسم، ومحيي الرمم، ومجزل القسم، مبدع البدائع، وشارعِ الشرائع، دينا رضيّا، ونورا مضيّا، أحمده وقد أسبغ البر الجزيل، وأسبل الستر الجميل، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةَ عبد آمن بربه، ورجا العفو والغفران لذنبه، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأتباعه وحزبه صلاة وسلاما دائمين ممتدين إلى يوم الدين أما بعد إن الخيانة الزوجية من الظواهر الاجتماعية التي عرفها المجتمع البشري في مختلف العصور، وإن اختلف مفهوم الخيانة اختلافات طفيفة بين ثقافة وأخرى وبين زمن وآخر، إلا أن جوهر القضية يبقى هو ذاته، شريك يخل بالتزام الوفاء والإخلاص الذي يربطه مع شريكه الآخر.

ويخضع مفهوم الخيانة الزوجية إلى وجهات نظر عديدة، تتأثر بشكل أو بآخر بثقافة المجتمع وعاداته من جهة وبسمات الفرد الشخصية ومنطلقاته الفكرية من جهة أخرى، حيث يرى البعض أن الخيانة الزوجية لا بد أن تنطوي على علاقة عاطفية أو جنسية خارج الزواج، فيما يرى آخرون أن مجرد الانجذاب إلى أى شخصية مشهورة يعتبر خيانة زوجية، وفي ضوء هذا الاختلاف في وجهات النظر يمكن القول أن الخيانة الزوجية هي إخلال بما تعاهد عليه الشريكان مسبقا في ضوء معرفتهما ببعضهما، فإن كان الزوج مثلا يعلم أن زوجته تعتبر إبداء الإعجاب بنجمات السينما ضربا من ضروب الخيانة فهي كذلك في علاقتهما، والعكس صحيح، فالخائن هو من يأتي أو تأتي بفعل يعتبره الطرف الآخر بالعلاقة خيانة زوجية.

مهما كانت درجة هذا الفعل أو طبيعته، والخيانة في حقيقة الأمر لا تقتصر على شخص واحد فقط ولا يمكن أبدا أن نجيرها مثلا للرجل دون المرأة ولا لامرأة دون رجل خصوصا، وأنها تتم برضا الطرفين وموافقتهما، فلا يمكن أن نقول بأن الرجل أكثر خيانة من المرأة والعكس صحيح وذلك لسبب بسيط جدا وهو أن أي خيانة في الدنيا تكون بطلها رجل وامرأة معا فلن تحدث خيانة برجل دون امرأة ولا بامرأة دون رجل، فلو غاب أحدهما لم تكن هناك خيانة على الإطلاق، وهى ظاهرة اجتماعيه سلبيه موجوده في مختلف المجتمعات الانسانيه ولكنها تختلف من مجتمع لاخر حسب التظم والسنن الاخلاقيه المفروضه، وتنشأ لوجود خلل ما في العلاقة الطبيعيه التي تربط بين الازواج بسبب بعض السلبيات او التأثير الخارجي للثقافات والحضارات.

فتؤدي الى زعزعة نظام الاسري وتفككه نتيجه للصراع القائم بين افراده، وقد تنشى الخيانه الزوجيه بسبب الاختلاط المستمر والدائم في بعض الأماكن بين الرجل والمرأة وقضائهما لوقت ليس بالقصير مع بعضهما البعض وقد يكون اللقاء رسميا في بداية الأمر وقد يطول ذلك، ولكن يأتي يوم ويشتكي هذا وتشتكي تلك من ظروف الدهر وأمور الحياة ومن ثم يتعاطف هذا ويتعاطف ذلك ويحصل التبادل في الحديث الشخصي والرأي والمشورة فيميلون إلى بعضهم البعض بشعور وربما بدون شعور من كليهما ويشعران بأن كلا منهما وجد ما ينقصه عند الآخر أو على الأقل يخيل له ذلك، وقد لا تمكنها ظروفها من الالتقاء شرعا لأسباب كثيرة بعضها ظاهرة ومعروفة وبعضها غير ذلك فتحدث الكارثة من قبل الطرفين لإشباع رغبة في نفسية كل منهما لا يستطيعان.

كما أسلفت إشباعها بالطرق المشروعة، وللأسف أن هناك الكثير من الناس لديهم الرغبة دائما بالحصول على ما في أيدي الغير فهم يتعاملون في حياتهم بمبدأ كل ممنوع مرغوب ولهذا فهؤلاء البشر دائما ما يلجؤون إلى هذه الصفة الممقوتة تلبية لنداء غرائزهم الشهوانية ورغباتهم النفسية الجامحة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى