مقال

استرجلوا يرحمكم الله … !!

جريدة الاضواء

استرجلوا يرحمكم الله … !!!
كتبت : د // هبه فاروق

مع أرتفاع نسبة الطلاق المرعبة فى مجتمعنا والتى من أسباب انتشارها تفشى ظاهرة أشباه الرجال وهى صنف جديد لم نكن نعتاده فى مجتمعنا العربى والمصرى على وجه الخصوص .
الشكل الخارجي للرجل ربما يكون مبهرا للأنثى ومؤهلا للأرتباط ؛ وأيضا قد يبهر الأهل والأصدقاء هذا ما يبدو عليه الشكل الظاهري فقط ؛ أما معدن الرجل فبدأنا أن لا نهتم به سواء من الناحية الدينية أو الأخلاقية ؛ وهذا ما يسبب الكوارث ويؤدى إلى الطلاق وتشتت الأسرة مما يؤثر سلبا على الحالة النفسية والسلوكية للأطفال ويخلق جيل أقرب للضياع ؛ تنخدع الأسر عند الأرتباط فى المظهر الخارجي دون النظر أن كان الشخص يستطيع أن يتحمل المسؤولية ويحافظ على الأمانة والعهد أم لا .
وبعد الزواج وبفترة قصيرة وعند أى موقف تظهر الحقائق جلية ويظهر أصل الشخص جيدا أمام زوجته وأولاده مما يؤدى إلى حتمية الطلاق ؛ ونحن لسنا بصدد دراسة أسباب الطلاق حاليا وأرتفاع نسبتها ولكننا نتكلم هنا عن الذكور ( ولا نستطيع هنا أن نقول رجال ) الذى يساوم زوجته بأولاده ومصلحتهم وشؤنهم المادية دون مراعاة حالتهم النفسية ؛ وربما يعامل اولاده على أنهم أولاد اعدائه ويبدأ فى معاقبتهم على جرم لم يرتكبوه ؛ حتى ولو كان أختياره للأم من وجهة نظره أختيار خاطىء من البداية ( الزوجة ) فهو أختياره هو
من البداية .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما من عبدا يسترعيه الله رعية ثم يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة )
بكل تأكيد أن التنشئة الأجتماعية هى الأساس والسبب الرئيسي لمعظم الأمراض النفسية والأضطرابات الشخصية والأنحرافات السلوكية ؛ فغياب الأب في هذه المرحلة المهمة جدا في حياة أولاده ؛ وهنا لا أتحدث عن الجانب المادي فقط
فوجود الأب بالنسبة للولد فهو ضرورى جدا ؛ فالولد لن يتعلم الرجولة بدون قدوة فالولد يمارس رجولته بالنمذجة وعندما يتخلى الأب عنه سيتعلم الأبن الأنسحاب وعدم تحمل المسؤولية وما أكثر تلك النماذج فى مجتمعنا الآن .
أما بالنسبة لغياب الأب تجاه البنت المشكلة هنا أكبر بكثير فهى كارثة حقيقية ستكون البنت صورة ذهنية مشوهه عن الرجال ومن هنا انتشرت ظاهرة البنت ” المسترجلة ” عدوة الرجل المتفشية بكثرة فى مجتمعنا وزماننا هذا ؛ وأيضا هذه الفتاة المسكينة غالبا ما تشعر بما يسمى بالجوع العاطفي ؛ وهنا تكون فريسة سهلة للأنحرافات السلوكية والأخلاقية وما أكثرها فى مجتمعنا الحالى ؛ ومن هناك إلى هنا نجد أنه أصبحت ضرورة ملحة أن نعيد بناء الأسر بما يتناسب مع مجتمعنا وعاداتنا وتقاليدنا وديننا وليس المنتشر والشائع حاليا من انحرافات سلوكية للبنات وصورة مشوهه للرجل السلبى .
( قولا واحدا ) هناك فرق واضح وكبير بين الأب والوالد ؛ فالوالد مجرد أسم فى شهادة الميلاد ؛ السبب في مجيئك لهذه الدنيا ( فوالدا وما ولد ) أما أن تكون أب وليس مجرد والد هو أن سند وأمان وحماية ورعاية والقائم على شؤون اولادك المادية والنفسية والمعنوية .
وعند سؤال الرسول عليه الصلاة والسلام من أحق الناس بصحبتى قال : ( أمك ثم امك ثم أمك ثم أبوك ) . ولم يقل والدك لأن الفرق بينهما كبير ؛ الوالد للولادة والأب للإفادة والتربية والرعاية .
رحم الله والدا أعان ولده على بره ؛ فحصاد هذا التخلى ستشعرون به مع الأيام عندما يكبر الأولاد وهم لم يستشعروا مشاعر الأبوة ؛ فأستحالة يكونوا أبناء باريين . صدقت يا رسول الله لا تعوقوا أبنائكم فيعوقونكم .
خلاصة القول :
أنت غير مجبر أن تتزوج من البداية وغير مجبر أن تنجب أبناء وغير مجبر أن تكمل حياة غير مريحة من وجهة نظرك ؛ لكنك مجبر كل الأجبار أن تكون أب هنا لا يوجد مجال ولا مساحة للأنسحاب ولا لتقديم الأستقالة فى اى وقت تريد .
الزوجة بعد الأنفصال أصبحت غريبه عنك لكن سيظل اولادك هم أولادك بغض النظر عن علاقتك بأمهم ؛ ( كفى بالمرء أثما أن يضيع من يقوت ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى