مقال

أفضل الذكر”لا إله إلا الله”

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن أفضل الذكر”لا إله إلا الله”
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الجمد لله رب العالمين أحمده الحمد كله، وأشكره الشكر كله، اللهم لك الحمد خيرا مما نقول، وفوق ما نقول، ومثلما نقول، لك الحمد بكل نعمة أنعمت بها علينا في قديم أو حديث، عز جاهك، وجل ثناؤك، وتقدست أسماؤك، ولا إله إلا أنت، أشهد أن لا إله إلا الله شهادة أدخرها ليوم العرض على الله، شهادة مبرأة من الشكوك والشرك، شهادة من أنار بالتوحيد قلبه، وأرضى بالشهادة ربه، وشرح بها لبه، وأصلي وأسلم على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، صلى الله وسلم على كاشف الغمة، وهادي الأمة، ما تألقت عين لنظر، وما اتصلت أذن بخبر، وما هتف حمام على شجر، وعلى آله بدور الدجى، وليوث الردى، وغيوث الندى، وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد، إنه يستحب في يوم عرفة حفظ الجوارح من المحرمات في هذا اليوم.

فقد أخرج الإمام أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال عن يوم عرفة ” إن هذا اليوم من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه غفر له” ويسن الإكثار من شهادة التوحيد بإخلاص وصدق فإنها أصل الدين وأساسه وركيزة بنائه ففي مسند الإمام أحمد من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنه قال كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد بيده الخير وهو علي كل شيء قدير” وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال “خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ” رواه الترمذى، وفى الحديث دليل على أن دعاء يوم عرفة مجاب في الأغلب، وأن أفضل الذكر”لا إله إلا الله”

وأيضا من الفضائل هو كثرة الدعاء بالمغفرة والعتق، فإنه يرجى إجابة الدعاء فيه، فقد روى ابن أبي الدنيا عن علي رضي الله عنهما أنه قال ” ليس يوم أكثر فيه عتق للرقاب من يوم عرفة، فأكثروا فيه أن تقولوا اللهم اعتق رقبتي من النار، ووسع لي من الرزق الحلال، واصرف عني فسقة الإنس والجان” وعن السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء” رواه مسلم، وقال ابن عبد البر رحمه الله وهذا الحديث يدل على أنهم مغفور لهم لأنه لا يباهي الملائكة بأهل الخطايا والذنوب إلا بعد التوبة والغفران والله أعلم، وأخرج مالك في الموطأ عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال.

“ما رؤي الشيطان يوما هو فيه أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ منه في يوم عرفة، وما ذلك إلا لما رأى من تنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب” ولنحذر من الذنوب التي تمنع المغفرة والعتق فيه وقبول الدعاء ومنها الإصرار على عدم التوبة والوقوع في الكبائر والذنوب، والرجوع إلى المعصية بعد انقضاء الطاعة والاختيال والكبر لما أخرجه البزار والطبراني من حديث جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “ما يُرى يوم أكثر عتقا ولا عتيقا من يوم عرفة لا يغفر الله فيه لمختال ” والمختال هو المتعاظم في نفسه المتكبر، حيث قال الله تعالي فى سورة لقمان “إن الله لا يحب كل مختال فخور”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى