مقال

العمق الإنساني لحادثة قطار الصعيد الجواني

العمق الإنساني لحادثة قطار الصعيد الجواني

بقلم الدكتور
أحمد الطباخ

لقد حزنت الديار المصرية وإلتاعت بلوعة عميقة في نفوس من رأى تلك المشاهد المؤلمة وسمع نداء وصرخات إخواننا عندما وقعت الواقعة وارتطم القطاران بعضهما ببعض في مشهد مأساوي وحدث أليم موجع على أخواننا من أبناء الصعيد الذين عاشوا وعشنا معهم يوما أليما في يوم كريم عظيم إذ وقع الحادث الأليم في يوم الجمعة وفي ساعة من ساعات تجلي الله على عباده من شهر شعبان فمن الناس من قضى نحبه تاركا وراءه قصة إنسانية مفجعة من شاب في مقتبل حياته يحلم بمستقبل يريد أن يحققه وأهل ينتظرون قدومه بعد غياب دام وقتا من الزمان في خدمة وطنية ويعد أن ربى الوالدان وعلما وحلما بابنهما قرة عينيهما أن يكون سندا لهما في رحلة الحياة ليفقد الأب والأم ذلك الولد في غمضة عين في حادث بشع حيث صاروا جثثا متقطعة متناثرة في كل مكان في مشهد مروع قلما يحدث ودون أن يفرق الموت بين مسلم وغير مسلم ولا بين رجل وامرأة ولا صغير كبير ليتكاتف الجميع ويساند بعضهم بعضا في انقاذ ما يمكن انقاذه وهذا هي شهامة أولاد البلد في مثل هذه الحوادث يهرعون ويغيثون ويقدمون كل مساعدة ومساندة دون انتظار وإنما بدافع إغاثة الملهوف في موقف إنساني ينم ويترجم عن طبيعة أهلنا في خوفهم على بعض وتعاونهم وتعاطفهم وتراحمهم وإحساسهم الرقيق بالآخرين ويا ليت ولاة الأمر والقائمين على أمور البلاد والعباد يتعلمون من هؤلاء البسطاء الذين لم ينتظروا جزاءا ولا شكورا بدلا من الإهمال واللامبالاة التي عليها كثير من المسئولين الذين لا يقومون على عملهم بما ينبغي وإنما يفسدون ويرتشون ويهملون حوائج ولا يتقون الله في أعمالهم ويتعاملون مع الناس بقسوة وغلظة وفظاظة.
ويهرع وهرول بسطاء الناس إلى المستشفيات للتبرع بالدم في مشهد يدل ويدلل على عظمة هذا الشعب لا سيما الفقراء والبسطاء الذين استجابوا لنداء الواجب والشهامة لانقاذ الجرحي في المشافي يتسابقون في التبرع بالدم وحمل الجرحي والوقوف بجانب المكلومين من أهل الشهداء الذين استشهد أبناؤهم في ذلك الحادث المروع وقع في وقت يستعد فيه لاستقبال النصف من شهر شعبان لتعود روح الإحساس بالناس وتكاتف الجميع على قلب رجل واحد للتخفيف من وقع هذا الحادث المروع على أهل الجرحي والشهداء وندعو الله عز وجل أن يرحم من مات واستشهد ويغفر لهم وأن يشفي الجرحي والمرضى وان يلهم الأهل الصبر والسلوان وأن يحاسب كل مقصر وم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى