مقال

صديقي صار مسؤولا

 

خالد ألسلامي

كنا سويا في إحدى المدن ساكنين وفي نفس الشارع نشأنا معا ودخلنا المدرسة ثم أكملنا مراحلها الأولية والثانوية مع بعضنا وبعدها ذهب كل منا إلى التخصص الذي فرضه عليه القبول المركزي لكننا لم نفترق حيث استمر تواصلنا من خلال السكن في نفس الشارع من تلك المدينة التي احتضتنا طيلة حياتنا والى وقت قريب , حيث شاءت الأقدار أن يصبح ذلك الصديق الذي لازمني ولازمته طيلة ما مضى من العمر مسؤولا فرحل ناقلا أثاث منزله إلى حيث لا اعلم ولم يكلف نفسه بان يقول لي ( أنا راحل يا صديقي ) وحاولت الاتصال به هاتفيا إلا إن هاتفه يرن دون رد ولو افترضنا انه لم يسمع رنة تلفونه , الم يفتح جهازه ليرى مكالمة لم يرد عليها فيحاول أن يتصل ليعلم ماذا أريد منه ؟ , إنا ذلك الصديق الذي قاسمه العيش طيلة سني عمره السابقة , وحاولت وحاولت كثيرا معرفة مكانه لا لشيء سوى للاطمئنان عليه ومعرفة أين يسكن فانا والحمد لله لست بحاجة إلى خدماته لكني فقط أردت أن أديم صلة العشرة الطويلة حيث لم نفترق أبدا قبل أن يصبح مسؤولا .

ترى هل بعد انتهاء تلك المسؤولية هل سيعود لي وهل يتوقع مني أن أعيد تلك العشرة الطويلة إلى سابق عهدها ؟ نعم ربما أنا على العهد سأبقى على صداقتي ومحبتي لأني لم أصادقه وأحبه لمصلحه بل لأننا تقاسمنا الحياة بحلوها ومرها ولم يخطر ببالي أن يكون في يوم ما مسؤولا , إلا انه سيعود ليجد غصة في النفس يصعب إزالتها لكنه سيجدني ذلك الأخ والصديق الوفي الذي لا يطمع بشيء من خدماته حسب ما كان ظنه عندما امتطى ذلك الكرسي الزائل فغير سكنه وهاتفه ونسي تلك العشرة الأزلية الطويلة بكل ما فيها , ذلك الكرسي الذي لو دام لغيره لما وصل إليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى