مقال

رسالة إلى السيد الرئيس

رسالة إلى السيد الرئيس

كتب // وائل عباس

سيدى الرئيس تحية طيبة بقدر عطائكم للوطن 

وبرغم تقديرى لحجم مسؤلياتكم فى هذه الفترة الحساسة من تاريخ الوطن 

واستشعارى بالجهد المهول الذى تبذلونه على جميع الجبهات لكننى وجدت علي لزاما أن ابعث برسالتى هذه إلى سيادتكم فلا أحد بعد الله غير سيادتكم يستطيع أن يتدارك الأمر ويضع له حدا .

وصل الإعلام المصري إلى مرحلة مجهولة مظلمة من التردى والإنحطاط والإنفصال عن واقع المجتمع المصرى ما آل إليه إعلامنا كان عمد وسوء نية وتخطيط من أعداء الوطن بمساعدة خونة الداخل فى عصر مبارك . وكان ذلك منذ عدة عقود وليس الأمر وليد فترة زمنية قريبه . وساروا على النهج حتى الآن . فنيا نجد الأعمال الفنية سواء كانت مسلسلات أو افلام كلها تحث على العنف وتحارب الأخلاق وتبرر كل السلوكيات الخاطئة وتشجعها . فاحشة مبينة سواء كانت لفظية أو سلوكية نعلم ابنائنا البلطجة والدعارة والغش والخيانة ونخدش آذان بناتنا وأخواتنا وأمهاتنا بكل لفظ جارح مشين هذه هى الأعمال المرئية التى تدخل بيوت الشعب المصري . بعد أن كنا فى فترة من الفترات ننتج أعمالا قيمة ذات هدف نبيل غير البعض منها في بعض القوانين كتلك التى قام بها العملاق // فريد شوقي … فى فيلم ( كلمة شرف ) والذى عدل به القانون ليسمح للسجين أن يخرج لتلقى العزاء أو لحضور مناسبة زواج لأحد ابنائه . او كفيلم ( اريد حلا ) لسيدة الشاشة // فاتن حمامه … والتى عرضت أحدى مشاكل الأحوال الشخصية المهمة . تلك كانت أعمالنا الفنية المرئية وكانت تقع تحت طائلة الرقابة والتدقيق . أما الآن فلا رقابة ولا رقيب . مجالس إعلامية لا دور ملموس لها على أرض الواقع .

أما عن التلوث السمعى الذى نعانى منه الآن فحدث ولا حرج أغانى بألفاظ خارجة لا تحمل مضمونا غير الرقص والأسفاف والعرى فى تصويرها . أغانى بلا توجه ولا هدف . نجومها يحصدوا الملايين . لا نعلم من يمولهم حتى يتلاعبوا بعقول شبابنا ويفتنوهم فيتناسوا ويتجاهلوا العلم والتعليم . وكيف لا وقد أصبح الجهل والجهلاء هم نجوم المجتمع الفنى المصرى والعربى وأثريائه وصفوته . كيف لنا أن نقنع شبابنا أن العلم أفيد وأنفع وامامهم بلطجية وارباب سوابق أصبحوا نجوم فى كل القنوات الفضائية . حدث هذا فى وطننا بعد أن كانت سيدة الغناء العربي تجمع كل الشعب العربي من محيطه إلى خليجه ليستمع إليها فى نظام وروعة وبمنتهى الادب والشياكة الفنية . بعد أن كان ملحنى مصر يكتبون نوت السلام الوطنى لمعظم الدول العربية وشعرائها يعلمون الشعب العربي بأكمله رقى وحلاوة الكلمات .

أما الأخطر والأهم ما تعرض له الوطن من حرب إعلامية من قناة بدولة صغيرة. تلاعبت بإعلامنا بأكمله سنوات كما يحلو لها . تلاعبوا بمصر بلد الأعلام ومصنعه فى الشرق الأوسط . إعلامنا أشبه بسفينة تاهت وسط البحور لا تعلم وجهتها ولا بوصلة ترشدها ولافنيين يعلموا كيف يوجهونها . حتى ركابها كالسكارى يعشقون الخمر ويكرهون نور الصباح .

  حتى الآن لم نتدارك اسباب الهزيمة ولم نقف عليها لنحددها ونتلافاها مستقبلا .

ما اتخذ من خطوات ليست على مستوى الحدث ولا يليق بوطن كمصر ولا بقيادة كسيادتكم . القائمين على الإعلام في مصر معظمهم يجب أيقافهم والتحقيق مع معظمهم بتهمة سوء أستخدام السلطة والتكاسل والأهمال واللامبالاة فى وقت الحرب . نعم نحن في حالة حرب على جميع الجبهات وأعداء الوطن مازالوا يتربصون .

سيدى الرئيس ولتكن البداية هى إصلاح منظومة التعليم فهو أساس كل شىء .

سيدى الرئيس يجب الإستعانة بأهل الأعلام الحقيقيين من الجامعات المصرية من متخصصى الإعلام وأهله الدارسيين الواعيين لوضع خطة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه . ويكفى الأجيال التى فقدناها فى زمن الرئيس المخلوع وبطانة الفسدة التى كان يحكم بها ليغيب الشعب عن خيانتهم ويوارى سوءاتهم .

سيدى الرئيس كان وطنى ظمأن لقائد شريف مثلك وأعلم همومك ومسؤلياتك وصعوبة المعارك التى تخوضونها . لكن هذه المعركة لا تقل أهمية عن تلك المعارك فهى معركة بناء جيل سليم .

وإن تكلمت عن ما أل إليه إعلامنا لن تسعفنى الكلمات وسأظل املأ السطور . ولكنى اسئل الله العلي القدير أن تكون تلك الرسالة بداية حقيقية لإعلام هادف وخطوات جادة تجاه مستقبل منشود ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى