مقال

العبرة ليست بالأشكال

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن العبرة ليست بالأشكال
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 9 مايو 2024

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله أما بعد جاء في صحيح الإمام البخاري رحمه الله عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أنه قال مر رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لرجل عنده جالس “ما رأيك في هذا” فقال رجل من أشراف الناس، هذا والله حري إن خطب أن ينكح، وإن شفع أن يشفع، قال فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم مر رجل آخر، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما رأيك في هذا” فقال يا رسول الله، هذا رجل من فقراء المسلمين، هذا حري إن خطب أن لا ينكح، وإن شفع أن لا يشفع، وإن قال أن لا يسمع لقوله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “هذا خير من ملء الأرض مثل هذا” فإياك أن تسخر من أحد، وإياك أن تحتقر أحدا.

واعلم أن العبرة ليست بالأشكال والمظاهر والألقاب فقد يكون الذي تسخر منه وتحتقره أحب إلى الله منك، وأعظم قدرا عند الله منك، وأقرب من الله منزلة منك، وفي صحيح الإمام مسلم رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “رُبّ أشعث مدفوع بالأبواب، لو أقسم على الله لأبرّه” فقد يكون ذلك الفقير الوضيع الذي يراه الناس حقيرا لا قيمة له، كل يسخر به، كل ينكت عليه، ربما يكون عند الله عز وجل أفضل من أهل البلد كلهم لكنها السخرية والاستهزاء بعباد الله التي أعمت القلوب والعيون عن رؤية هذه الحقيقة، وإن الحقيقة المرة التي نشاهدها اليوم هي أن الاستهزاء الفاضح والسخرية اللاذعة بدين الله وشريعته وسنة نبيه واضحة لكل ذي عينين.

ومنها الاستهزاء ببعض مسائل عقيدة أهل السنة والجماعة كبعض الصفات الثابتة لربنا سبحانه وتعالى كالإستواء والنزول والغضب والرضى واليدين وغير ذلك مما هو في حكم المعلوم بالضرورة من معتقد أهل السنة والجماعة فإنك تجد كل مبتدع خرج على منهج أهل السنة يهزأ ويسخر بمن يثبت هذه الصفات على الوجه اللائق بالله والمؤولة يحملون وزر هذا الإستهزاء والسخرية فإنهم في مقام من يستدرك على الله وعلى رسوله، وإلا فما معنى أن يرد حديث النزول وهو من الأحاديث المتواترة ثم تجد من يهزأ بذلك ويقيس صفات الخلق على صفات الخالق سبحانه وتعالى وتقدس عن ذلك علوا كبيرا، وإن مفهوم التنمر يختلف من مجتمع لآخر فالبعض يطلق عليه التنمر، أو البلطجة، أو التسلط، أو الترهيب.

أو الاستئساد، أو الاستقواء، وكلها أسماء مختلفة لظاهرة سلبية نشأت في الغرب وبدأت تغزو مدارسنا بفعل تأثيرات العولمة والغزو الإعلامي الغربي، ويُعرف المتخصصين التنمر على أنه شكل من أشكال العنف والإيذاء والإساءة التي تكون موجهة من فرد أو مجموعة من الأفراد إلى فرد أو مجموعة من الأفراد حيث يكون الفرد المهاجم أقوى من الأفراد الباقين، وللتنمر ثلاثة أشكال، التنمر اللفظي ويشمل السخرية والتريقة والشتيمة والتهديد والتنابز بالألقاب والمزاح الثقيل المتكرر، مع سوء النية وإستمراره بالرغم من ظهور علامات الضيق والإعتراض لدى الطالب الذي يتعرض له، وأيضا هناك التنمر الجسدى أو البدنى مثل الإحتكاك الجسدى، والركل والضرب والصفع.

أو الإقصاء المتعمد من الأنشطة أو الإكراه على فعل شيئ وغيرها من الأساليب العنيفة أو التحرش أحيانا، وكما أن هناك أيضا التنمر الوجدانى والعاطفى وقد يستخدم المُتنمر أسلوب العزل الإجتماعي للشخص للمُتنمر عليه وهو الضحية مثل نشر الشائعات ورفض الإختلاط مع الضحية والتنمر على الأشخاص الآخرين الذين يختلطون مع الضحية ونقد أسلوب الضحية في الملبس وغيرها من العلامات الإجتماعية الملحوظة مثل التمييز على أساس عرق الضحية أو دينه أو الإعاقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى