مقال

نسائم الايمان ومع فضل العلم ” الجزء العاشر ” 

نسائم الايمان ومع فضل العلم ” الجزء العاشر ”

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء العاشر مع فضل العلم، والواجب على كل إنسان محاسبة النفس وجهادها في طلب العلم، والتفقه في الدين، وأداء حق أخيك في الله وأختك في الله، فكل واحد هكذا يتفقه، ويتعلم، ويتبصر، ويجاهد نفسه حتى لا يغش أخاه، وحتى لا يظلم أخاه ولا أخته في الله، وحتى يكون وليّا لأخيه وأخته في الله، ولا حقد ولا كذب ولا غش، ولا خيانة، ولا ظلم، وحتى يبذل وسعه في التفقيه في الدين والدعوة، عن طريق حلقات العلم، وكذا عن طريق الإذاعة، وكذلك المكاتبة، وأيضا عن طريق الهاتف، وكذا عن طريق المشافهة، وهكذا المؤمن ناصح لأخيه أينما كان، وهكذا المؤمنة ناصحة لأخيها في الله وأختها في الله، فالمؤمن ناصح لإخوانه، وأخواته في الله، والمؤمنة كذلك.

 

فالأخوة في الإيمان توجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مع إقام الصلاة كما أمر الله، وأداء الزكاة، مع طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في كل شيء، وأنت موعود بالرحمة على هذه الأخلاق، وعلى هذه الأعمال، فدين الإسلام هو قول وعمل، وهو علم وعمل، يزداد بالعلم والعمل والتقوى، وينقص بضد ذلك، والرحمة تحصل للمؤمن بأعماله الصالحة، وتقواه لله في الدنيا والآخرة، يرحم في الدنيا بالتوفيق والإعانة والتسديد، ويرحم في الآخرة بدخول الجنة والنجاة من النار، بسبب إيمانه وتقواه، وقد جمع الله هذا النصح وهذه الولاية في أربع خصال في الإيمان والعمل، والتواصي بالحق والتواصي بالصبر، وهذه جماع الدين كله، فالدين كله ينحصر في هذه الأربعة.

 

من جمعها أفلح، وتم ربحه، ومن ضيعها تمت خسارته، ومن ضيع شيئا منها ناله من الخسران بقدر ذلك، فالناس في خسران، فقال تعالى ” إن الإنسان لفى خسر” والجن والإنس في خسران، فقال تعالى ” إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر” فهؤلاء هم الرابحون، الذين آمنوا، ويعني علموا الحق وآمنوا به وصدقوا به، وآمنوا بأن الله معبودهم الحق وإلههم، وآمنوا بالرسل وباليوم الآخر، والجنة والنار، والحساب والجزاء، وآمنوا بكل ما أخبر الله به ورسوله، ثم مع هذا الإيمان حققوا ذلك بالعمل، وعملوا الصالحات وآمنوا وعملوا، فأدوا ما أوجب الله، واجتنبوا ما حرم الله، هكذا المؤمن، ثم أمر ثالث، وهو من العمل ومن الإيمان.

 

ولكن خصه الله بالذكر لعظم شأنه، وهو التواصي بالحق، والتواصي بالحق عمل وإيمان، فهو داخل في الإيمان، وداخل في العمل، ولكن نص الله عليه بهذه الصورة لعظم الأمر، ليعلم المكلفون، وليعلم المؤمنون أنه لابد من التواصي بالحق، وأمر رابع، وهو التواصي بالصبر لأن الإنسان لا يمكن أن يعمل ويتعلم ويتفقه، ويعلم غيره، ويأمر غيره، إلا بالله ثم بالصبر، فمن لم يصبر لم يفعل شيئا، فعلى كل مؤمن ومؤمنة التخلق بهذه الأخلاق الأربعة، والاتصاف بهذه الصفات الأربع إيمان صادق بالله ورسوله يتضمن الإيمان بالله وأنه معبودك الحق، وأنه ربك، وأنه الخلاق العليم والرزاق لعباده، وأنه سبحانه المسمى بالأسماء الحسنى والموصوف بالصفات العلى.

 

وأنه سبحانه لا شبيه له، ولا مثل له ولا ند له، وأنه جل وعلا مستحق لأن يعبد، ثم الإيمان بالرسل جميعا، من أولهم إلى آخرهم، من آدم ونوح إلى آخرهم، وخاتمهم رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام، نؤمن بأنه رسول الله وأنه خاتم الأنبياء، وأفضلهم، وأنه رسول إلى جميع الثقلين الجن والإنس، فهو رسول الله إلى الثقلين الجن والإنس، وهو رحمة للعالم كله عليه الصلاة والسلام، بشيرا ونذيرا للجميع، ثم مع الإيمان والعمل والتواصي بالحق والتناصح، وهذا من إيمانك ومن عملك الصالح، أن تتواصى مع إخوانك بالحق والصبر، فالطلبة يتواصون فيما بينهم بالصبر على الحق، فكل واحد ينصح لأخيه، في مذاكراتهم، وفي اجتماعهم، ليس هناك غل ولا حقد، ولا حسد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى