مقال

نسائم الايمان ومع المدينة المنورة ” الجزء السادس “

نسائم الايمان ومع المدينة المنورة ” الجزء السادس ”

إعداد/ محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء السادس مع المدينة المنورة، وأن هذه التسمية وردت عن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام إذ قال ” أمرت بقرية تأكل القرى، يقولون يثرب، وهى المدينة، تنفى الناس كما ينفى الكير خبث الحديد” وأيضا من خصائصها هو وجود مسجد الرسول صلى اللهُ عليه وسلم وهو من المساجد التي لا تشد الرحال إلا إليها والصلاة فيه مضاعفة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال”صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه ” وأيضا من خصائصها هو مضاعفة ثواب الصابر فيها وإن ما يدل على فضل المدينة على غيرها من بقاع الأرض.

 

أن الصبر على الجهد والشدة والضنك فيها له فضل عظيم وهذا الفضل منبعه حديث حث به النبي صلى الله عليه وسلم على الصبر على لأوائها وجهدها فقال سعد بن أبي وقاص المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، لا يدعها أحد رغبة عنه إلا أبدل الله فيها من هو خير منه ولا يثبت أحد على لأوائها وجهدها إلا كنت له شفيعا، أو شهيدا، يوم القيامة” فجاء هذا الترغيب بالصبر داعيا من أصابه الجهد فيها إلى عدم الانتقال منها إلى غيرها بحثا عن رخاء وسعة بل الصبر وطلب المثوبة والأجر العظيم من الله وشفاعة نبيه صلى الله عليه وسلم خير له، وقد قيل أن الإمام علي بن أبى طالب رضى الله عنه، كان أول من عمل على وأد الفتنة والانقسام بين المسلمين.

 

عند مبايعة أبي بكر الصديق، لذلك رفض مبايعة بني هاشم له عندما طلب عمه العباس أن يبسط يده ليبايعه، كما رفض طلب أبي سفيان بن حرب بن أمية أن يبسط يده ليبايعه ولينصره بالرجال والخيل، وكان جوابه له ” لطالما عاديت الإسلام وأهله يا أبا سفيان، فلم يضره شيئا إنا وجدنا أبا بكر لها أهلا” ولقد كان ذلك كله بالمدينة المنورة التى تلقب بطيبة الطيبة وهى أول عاصمة في تاريخ الإسلام، وثاني أقدس الأماكن لدى المسلمين بعد مكة، وهي عاصمة منطقة المدينة المنورة الواقعة على أرض الحجاز التاريخية، غرب المملكة العربية السعودية، وتبعد المدينة المنورة حوالي ربعمائة كيلو متر عن مكة المكرمة في الاتجاه الشمالي الشرقى.

 

وعلى بعد حوالي مائة وخمسون كيلو متر شرق البحر الأحمر، وأقرب الموانئ لها هو ميناء ينبع والذي يقع في الجهة الغربية الجنوبية منها ويبعد عنها بحوالى مائتان وعشرون كيلو متر، وتبلغ مساحة المدينة المنورة حوالي ستمائة كيلو متر، منها مائة كيلو متر تشغلها المنطقة العمرانية، أما باقي المساحة فهي خارج المنطقة العمرانية، وتتكون من جبال ووديان ومنحدرات سيول وأراض صحراوية وأخرى زراعية ومقابر وأجزاء من شبكة الطرق السريعة، وقد أسست المدينة المنورة قبل الهجرة النبوية بأكثر من ألف وخمسمائة عام، وعُرفت قبل ظهور الإسلام باسم يثرب، وقد ورد هذا الاسم في القرآن الكريم فى قول الله تعالى.

 

” وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبى يقولون إن بيوتنا عورة وما هى بعورة إن يريدون إلا فرارا ” وقد ورد في الحديث الصحيح أن النبي الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم قد غيّر اسمها من يثرب إلى المدينة، ونهى عن استخدام اسمها القديم فقال صلى الله عليه وسلم “من قال للمدينة “يثرب” فليستغفر الله” والمدينة المنورة محرم دخولها على غير المسلمين، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم “اللهم إني أحرم ما بين لابتيها مثل ما حرم إبراهيم مكة، اللهم بارك في مُدهم وصاعهم” وتضم المدينة المنورة ثلاثة من أقدم المساجد في العالم، ومن أهمها ألا وهي المسجد النبوي، ومسجد قباء، ومسجد القبلتين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى