مقال

نسائم الايمان ومع المدينة المنورة ” الجزء العشرون “

نسائم الايمان ومع المدينة المنورة ” الجزء العشرون ”

إعداد/ محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء العشرون مع المدينة المنورة، وقد توفنا مع الخلافة الإسلامية، والخلافة في الاصطلاح الإسلامي تعني القيادة الإسلامية وسميت خلافة لأن الذي يتولاها يخلف الرسول صلى الله عليه وسلم في قيادة الناس وإدارة شؤونهم، وترى فئة من علماء المسلمين أن طاعته واجبة سواء كان بَرا أم فاجرا، وجب بذلك اتباع الخليفة الذي هو إمام للمسلمين جميعا،وقال المارودي رحمه الله “الإمامة موضوعة لخلافة النبوة في حراسة الدين وسياسة الدنيا، وكلما اتسعت رقعة المنطقة الجغرافية كلما كان لزاما تعيين خليفة لكل قطر من الأقطار، فمطالب الناس تتزايد والمسؤولية تكبر باتساع المكان وكثرة الناس وعِظم حمل الهم، لكن وللأسف هناك الكثير من الناس.

 

ظنوا أن الدين قائم بالخلافة فإذا سقطت الخلافة فقد سقط وهذا هو الحل بعينه فالدين قائم بذاته، أما الخلاقة الإسلامية فهي السبيل والدليل، ولقد كان بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى فوجئ الكثير من الصحابة والمسلمين بوفاته، وخصوصا دون أن يحدد خلفا له من بعده، يدير شؤون الدولة الفتية، إلا أنه كانت هناك إشارات إلى أحقية الخلافة من بعده بأبي بكر الصديق، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان، ثم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين أضف إلى ذلك البيان القرآني في كيفية اختيار الخليفة بطريقة المشاورة فيما بين الصحابة الكرام، والاتفاق على من يتابع طريق الدعوة ونشر الدين الجديد، فيقول تعالى ” وأمرهم شورى بينهم”

 

وعلى من يتولى أمرهم أن يكون قرشيا، ويشاورهم فيما يعرض له، حيث يقول تعالى ” وشاورهم فى الأمر” وقد بدأ عصر الخلافة وهو متابعة لعصر النبوة إلا أنه لم يعد هناك وحي سماوى ولا نبي مرسل، وقد اكتمل كتاب الله بحجة الوداع للنبى صلى الله عليه وسلم، بقوله تعالى ” اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا” فقد اكتمل الدين، ورفعت الأقلام وجفت الصحف، وبدأ عصر جديد، وإن وقعت بعض الخلافات التي لا تذكر، ثم عاد الجميع إلى رشدهم، ونهج قرآنهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم وكانت قائمة دول الخلافة الإسلامية بالترتيب، على الشكل الآتي الخلافة الراشدة وتبدأ بعد وفاة النبى الكريم صلى الله عليه وسلم.

 

في السنة الحادية عشرة للهجرة، وكان أول خليفة فيها هو الصحابى الجليل أبو بكر الصديق رضي الله عنه وآخر خليفة هو الحسن بن علي رضي الله عنه الذي تنازل عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان سنة إحدى وأربعين للهجرة حقنا لدماء المسلمين التي أريقت بين الإمام عليّ بن أبى طالب ومعاوية بسبب الفتنة، وسمّي بعام الجماعة، وسميت بالراشدة لأن العدل فيها كان شبيها بعدل النبوة لقربها منه وقرب الخلفاء الراشدين من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودامت حوالي إحدى وثلاثين عاما تعاقب عليها خمسة خلفاء أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والحسن رضي الله عنهم جميعا، والخلافة الأموية وتبدأ بالخليفة معاوية بن أبي سفيان.

 

عندما تنازل له الحسن بن علي عن الخلافة سنة إحدى وأربعين للهجرة حقنا لدماء المسلمين وعندما أصبح معاوية خليفة للمسلمين، كانت رقعة الدولة الإسلامية تقوم على شبه الجزيرة العربية، والشام، والعراق، ومصر، وخراسان، وأما باقي الجهات التي وصلت إليها الجيوش الإسلامية فيما وراء تلك البلاد، فإنها كانت تفتقر إلى الاستقرار، فاستؤنفت الفتوحات، وتحقّقت الانتصارات، وتوسعت رقعة الدولة الإسلاميّة، دامت دولة الخلافة الأموية قرابة إحدى وتسعين سنة، تعاقب على الحكم فيها أربعة عشر خليفة أولهم معاوية بن أبي سفيان وآخرهم مروان بن محمد بن مروان بن الحكم الذي توفي سنة مائة واثنتين وثلاثين للهجرة وبذلك تنتهي دولة الخلافة الأموية لتبدأ دولة الخلافة العباسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى