مقال

نفحات إيمانية ومع السوق فى الشريعة الإسلامية “الجزء الخامس “

نفحات إيمانية ومع السوق فى الشريعة الإسلامية “الجزء الخامس ”

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الخامس مع السوق فى الشريعة الإسلامية، وأنتبهوا لقول النبى صلى الله عليه وسلم ورجل جعل الله بضاعة لا يشتري إلا بيمينه، ولا يبيع إلا بيمينه لقد استغل لفظ الجلالة، لم يكرمه وإنما جعله في كل شيء، في كل بيعة وشرية يحلف، ما قدر الله حق قدره، ولو قدر الله حق قدره ما استخدم اليمين في الطالعة والنازلة، وإنه يحتاج النازل إلى السوق إلى التفقه في الدين، فعن عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنه قال “لا يبع في سوقنا إلا من تفقه في الدين” ويعلم أحكام البيع والشراء، يعلم أنه يجب أن تكون السلعة معلومة مضبوطة منضبطة، لا يصح بيع المجهول، ويعلم أنه لا يجوز بيع الغرر، وما هي صفته، ويعلم أنه لا بد من تحديد الثمن، ويعلم الفرق بين البيع والربا.

 

ويعلم الشروط المحرمة في البيوع، ويجب أن يكون البائع والمشتري عندهما فقه في الدين في مسألة البيوع والشراء “لا يبع في سوقنا إلا من تفقه في الدين” ولا يبيع حاضر لباد ما معناه؟ “ونهى عن تلقي الركبان” ما هو؟ “ونهى أن تباع السلع حتى يحوزها التجار إلى رحالهم”كيف هو؟ إلى آخر ذلك من أحكام البيوع التي منها قوله صلى الله عليه وسلم “البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما” فهما بالخيار ما دام أنه في الدكان، فلو أخذ السلعة وأعطى الثمن له أن يفسخ البيع إذا أراد ما دام في الدكان لم يخرج، يجوز له العودة، وإذا أراد خيار شرط يشترط به على البائع أن يرد إليه السلعة في مدة معلومة.

 

يقول له أشترط إذا أخذت السلعة أن أردها إذا شئت خلال يوم أو يومين، يحدد مثلا، فإن له ذلك، وخيار العيب إذا وجدها معيبة أن يردها، ولو تصرف فيها تصرفا ينقص ثمنها، واكتشف فيها عيبا كيف يفعل، وكيف يقدّر العيب، ويرد الثمن إلى المشتري، ويعطي أرش النقص إلى البائع، وإن البيع عبادة جاء في الشريعة كثير من الأحكام المتعلقة بها، فأين العالمون بهذا؟ ولا يختلف الناس إلا لعدم علمهم بأحكام الله في البيع والشراء، والذين يخبئون العيوب ويدلسون، ولو نظرت إلى ما يفعل المزارعون الذين يبيعون صناديق والفواكه والخضروات، والذين يجلبونها إلى دكاكينهم، كيف إذا كشفت الغطاء أو الطابق العلوي؟ سوف تكتشف من تحته ما هب ودب.

 

وأنواع العيوب من الصغيرة والعفنة، وغير ذلك، فهل هؤلاء يعلمون معنى قوله صلى الله عليه وسلم “من غش فليس منا” فقد تبرأ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له “أفلا جعلته فوق الطعام حتى يراه الناس” فقد قال ذلك صلى الله عليه وسلم لما أصاب طعام البائع البلل، ومع ذلك الناس مستمرون في الغش، بعيدون عن الشريعة، شيء نراه يوميا، ومنكرات حادثة، فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال “نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يبيع حاضر لباد” لا يكون له سمسارا، يقول هاتها أبيعها لك بعد فترة من الزمن يكون سعرها قد ارتفع، فيتسبب في الغلاء لأهل السوق، “ولا تناجشوا” لا تزيدوا في السعر وأنتم لا تريدون الشراء، كم يحدث مثل هذا في المزادات والحراجات أيها المسلمون؟

 

فمثلا يدخل بعض الدلالين وسط الناس ليرفعوا السعر إذا كان صاحبهم الدلال الآخر يبيع سيارة، فيكون الغش والخداع للناس، وهم الذين إذا تلقوا صاحب سيارة نزل بها إلى السوق والحراج اجتمعوا عليه يخفضون من سعرها، ويزهدونه فيها، في حالة تشبه الغصب، ولذلك تجد أكساب هؤلاء من أقل الناس بركة، من أقل الناس بركة الذين يبيعون في المزادات، فيرتكبون المحرمات، ويغشون الناس “ولا يبيع الرجل على بيع أخيه، ولا يخطب على خبطة أخيه” ولا يشتري على شراء أخيه ولا يسوم على سوم أخيه، فلو اتجه المشتري إلى البائع يحاوره ويماكسه، ولا يجوز لإنسان أن يدخل بينهما حتى يصل النقاش إلى طريق مسدود عند ذلك يجوز لمشترى آخر أن يتدخل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى