مقال

نفحات إيمانية ومع يوم عاشوراء “الجزء الثانى “

نفحات إيمانية ومع يوم عاشوراء “الجزء الثانى ”

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثانى مع يوم عاشوراء، وفي شهر محرم قدر الله أن يكون هذا الشهر هو أول التاريخ الهجري عندما استشار عمر بن الخطاب الخليفة الراشد الصحابة في أي يوم وشهر يبتدئ العام الهجري لتتم المراسلة به، اتفقوا على أن يكون الأول من محرم لأسباب رأوها، فأصبح الأول من شهر محرم هو أول يوم في العام الهجري فكانت من عمل عمر بن الخطاب فلا يتعلق بها أحكاما شرعية كالتهنئة بأول العام، إذ لم يكن ذلك على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فمن هنأ غيره بالعام الهجري فقد تشبه بالنصارى الذين يعظمون بداية السنة الميلادية وكذلك لا يتعلق بها طوي الصحف وبداية صحف جديدة، ونحو ذلك مما أحدثه الناس، ولكن لا حرج في أن يتذكر المؤمن.

 

بنهاية كل عام هجري نهاية عمره، وأن يجد ويجتهد في بداية كل عام ، ويجدد توبته وعمله لله، ونحو ذلك، وإن مما يتعلق بشهر الله المحرم من أحكام، هو صيام يوم عاشوراء الذي صامه النبي صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه وبين الأجر المترتب على صيامه، حاثا بذلك الناس على الصوم فعن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئل عن صوم يوم عاشوراء، فقال “يكفر السنةَ الماضية” رواه مسلم، بل كان صلى الله عليه وسلم يصوم ويكثر الصيام في شهر محرم، فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل”

 

وإن عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر مُحرم في التقويم الهجري، ويسمى عند المسلمين بيوم عاشوراء وهو اليوم الذى يصادف اليوم الذي قتل فيه الحسين بن علي ابن أبى طالب حفيد النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في معركة كربلاء، لذلك يعده الشيعة يوم عزاء وحزن كما وقعت العديد من الأحداث التاريخية الأخرى في نفس اليوم ويعد يوم عاشوراء عطلة رسمية في بعض الدول ويعد صيام يوم عاشوراء سُنة عند أهل السنة والجماعة، وصيامه يُكفر ذنوب سنة ماضية، وكلمة عاشوراء تعني العاشر في اللغة العربية، ومن هنا تأتي التسمية، وإذا ما تمت ترجمة الكلمة حرفيا فهي تعني في اليوم العاشر، أي اليوم الواقع في العاشر من هذا الشهر محرم.

 

وعلى الرغم من أن بعض علماء المسلمين لديهم عرض مختلف لسبب تسمية هذا اليوم بعاشوراء إلا أنهم يتفقون حول أهمية هذا اليوم، ويعد الدعاء خلال يوم عاشوراء من السنن الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي أوصانا بالحرص على ترديد أفضل ادعية يوم عاشوراء، وأرشدنا إلى أن هناك أدعية يستحب ترديدها أثناء صيام يوم عاشوراء وكذلك في جميع أيام العام دون تحديد، وعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه، قالوا يا رسول الله، إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع”

 

قال فلم يأتى العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم” رواه مسلم، فالسنة هو صيام التاسع والعاشر، ومن عجز أو تكاسل فليصم العاشر فقط بلا كراهة، وربما يتساءل البعض، لم نصوم يوم عاشوراء، والجواب هو عن ابن عباس رضى الله عنهما، قال قَدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينةَ، فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال “ما هذا؟” قالوا هذا يوم صالح، هذا يوم نجّى الله بني إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى، قال صلى الله عليه وسلم “فأنا أحق بموسى منكم” فصامه وأمر بصيامه رواه البخارى، وفيه عن أبي موسى الأشعرى رضي الله عنه قال “كان يوم عاشوراء تعده اليهود عيدا، قال النبي صلى الله عليه وسلم “فصوموه أنتم”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى