مقال

بقلمي: ابراهيم امين مؤمن

بقلمي: ابراهيم امين مؤمن

جاءه اتصال من رئيس المخابرات وهو لا يزال في المعبد، أخبره بإجماع أصحاب القرار الإسرائيليِّ توليته رئاسة الوزراء عن جدارة.

وتداولت الصحف العالمية خبر تولية يعقوب إسحاق رئاسة الوزراء، وكانت ردود الفعل متباينة. فقد جاء الخبر على اتحاد المقاومة الفلسطينيّة كالصاعقة وخاصة المعسكرين في الأنفاق. ذاك لأنهم يعتبرونه أكثر رؤساء إسرائيل دمويّة على مدار تاريخ الاستعمار الإسرائيلي للمنطقة.

ولقد فكر قادة اتحاد المقاومة من إثارة الأوضاع حتى الغليان كي يدرك أنهم ليسوا لقمة سائغة يستطيع مضغها في أي وقت شاء.

فعزموا على ضرب كلِّ المستوطنات الإسرائيلية. وصدر الأمر من نفق الوادي الجديد بمصر بتنفيذ سلسلة العمليات القتاليّة الخاصة بضرب المستوطنات.

وأيدهم على فعل ذلك مؤيد أصيل المصريّ إذ قال لقائد النفق الرئيس بالوادي الجديد والملقّب بعبد الشهيد: «لابدّ أن يضرب الاتحاد في كلّ أنحاء المستوطنات ليعرفوا أنّنا لا نخاف.»

رد عليه عبد الشهيد: «يبدو أن الجهاد سيبلغ أشده في الفترة المقبلة.»

تحرّكتْ كلُّ قوى اتحاد المقاومة في آن واحد، تسللتْ عدة مجموعات في أماكن متفرّقة من المستوطنات الإسرائيليّة وقامتْ بتفجير عدد منها أبرزها تل أبيب وقطاع غزة والقدس المحتلة، سقط على إثرها مئات القتلى وآلاف الجرحى في صفوف الإسرائيليين، وكان منهم عشرات الأطفال الرُّضّع وكذلك عشرات النساء.

كما تقدّمَ العشرات من المتطوّعين الفلسطينيّين وارتدوا الأحزمة الناسفة واقتحموا هذه المستوطنات وأحدثوا فيها خسائر بشريّة وماديّة فادحة.

ولقد شنّتْ أيضًا المقاومة هجومًا متوسعًا بقذائف الهاون والصواريخ على نفس المستوطنات التي تفجّرتْ في العمليات السابقة وسقط من نتاجها أيضًا أكثر من ألفي قتيل إسرائيليّ وآلاف الجرحى.

وترامتْ الجثث الإسرائيليّة تنزف العار قبل الدماء في عيون قادتهم، جثث جنود وأطفال ونساء وعجائز.

وقد ردّ يعقوب فورًا على حركات المقاومة الأخيرة بأنْ ذبّحَ أبناءَ الفلسطينييّن وطارد كلَّ مَن عليها مِن الرجال والشباب حتى أجلاهم مِن على الأرض فاختبأوا في الأنفاق، فحاول مطاردتهم بيد أن تكنولوجيا أجهزة البحث عن الأنفاق إزاء تكنولوجيا التعمية عليها منَ الطّرف الفلسطينيِّ ضعيفة نسبيًا، فلمْ يستطعِ النيل منهم وخاصة أنّ ثمة أنفاقًا محصّنة تحصينًا كبيرًا، ومنذ هذه اللحظة تبدأ مرحلة جديدة مِنَ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مدتها ستة وعشرون عامًا تقريبًا على مدار أحداث الرواية.

ومِن أجل الوصول إليهم رفعَ تظلّمًا إلى الأمم المتحدة بشأن فندق سونستا طابا بمصر، واستشهدَ في مظلمته أنَّ إسرائيل هي مَن أنشأته ، وليس هذا فحسب بل أنشأت أيضًا قرية رافي نلسون، وكان ردُّ الرئيس المصريّ هو قبول تظلمه نظير مبلغ ضخم أرسله إلى صندوق النقد ليسدّد بعض ديون مصر بعد أخذ قدرٍ منه له ولبطانته .

وبذا أصبح ليعقوب قاعدة تجسس عريضة على حركة المقاومة في سيناء كلّها فضلاً عن تجسسه على مصر .

ثُمّ أمر بتطوير تكنولوجيا البحث عن هذه الأنفاق اللعينة.

كما دعا الشعب اليهوديّ كلَّه إلى فلسطين لتوسيع الاستيطان، ولكي يتمّ التهويد على أكمل وجه أمضى معاهدة رباعيّة لإخلاء قطاع غزة بالخصوص من الشعب الفلسطينيِّ، وقد وافق عليها الرئيس المصريّ بتأييد الرئيس الأمريكيّ لها ومنظمة التحرير الفلسطينيّة نظير بعض المال أيضًا، وتمّ توثقيها في الأمم المتحدة.

وهكذا عمل الخونة من فلسطين وخارجها على بيع دماء الفلسطينيين في كؤوس تلذ حلوق الإسرائيليين.

من رواية قنابل الثقوب السوداء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى