مقال

أكتوبر.. والخداع الإستراتيجي..

أكتوبر.. والخداع الإستراتيجي..

بقلم د/مصطفى النجار

سيظل انتصار السادس من أكتوبر 1973 نور هداية، يكشف للأمة المصرية والعربية العدو الغادر الطامع من الصديق الوفى الصدوق مهما اختلطت الأوراق، سيبقى أكتوبر المجد بارقة أمل تجدد للمصريين ثقتهم فى قدرتهم على تحويل الإنكسار لانتصار، و إحراز المجد وصناعة المعجزات، ودحر الظالمين المتربصين بمصر من كل حدب وصوب، لقد كان عنصر المفاجأة أحد مقومات هذا النصر العظيم، وكانت العبقرية المصرية حريصة على تحقيق هذا العنصر بأعلى كفاءة، وذلك لتأمين القوات المسلحة عند عبور قناة السويس وتقليل الخسائر أثناء الإقتحام قدر الإمكان.

وساعد مصر فى تحقيق ذلك، الكبر والغرور الصهيونى الذى كان يعيش وهم التفوق العسكرى والجيش الذى لا يقهر، وغير ذلك من الدعايات الكاذبة الخاطئة التى ما زالوا يمارسونها حتى اليوم، لقد تملكهم الكبر حتى تصوروا أن مصر التى أقبرت المغول والصليبيين الغزاة عاجزة عن البدء بفتح النار، حتى قال رئيس الأركان الصهيونى فى 19 إبريل 1973 “لن يكون من المنطقى أن يبدأ المصريين بفتح النار، لأن اندلاع الحرب سيعود بخسارة جسيمة عليهم” ذلك الغرور الذى جعلهم لا يرون فى الزيارات و الاتصالات بين الجانب المصرى والسورى منذ 28 مارس 1973 دقا لطبول الحرب.

وقد استطاعت مصر بذكاء دعم هذا التصور الصهيونى الواهم، مستخدمة الخداع الإستراتيجي، والذى تمثل فى فتح باب العمرة للضباط والجنود بالجيش المصرى، والإعلان عن زيارة لوزير الحربية الرومانى للقاهرة فى 8 أكتوبر 1973، وبدأت الحرب بالعبور العظيم قبل ذلك بيومين، وفوجىء العدو بأسود الجيش المصرى ضباطا وجنودا يعبرون القناة ويقتحمون خط بارليف، ليعزفوا لحنا لن ينساه التاريخ، يختلط فيه صوت المدافع بصيحات التكبير و أزيز الطائرات ورشقات الدبابات، ليرتفع العلم المصرى على ارضنا المقدسة سيناء، لتستبدل الأمة المصرية والعربية مرارة الانكسار والهزيمة بأمجاد الإنتصار والعزة والكرامة، تحية إجلال وتعظيم لشهداء أكتوبر العزة ولقادة وضباط وجنود وشعب ملحمة اكتوبر العظيم، والذل و الإنكسار للصهاينة الظالمين، وعاشت فلسطين حرة أبية، عاش الأقصى مسرى سيدنا وقبلتنا الأولى شامخا عزيزا محررا ، يرونه بعيدا ونراه قريبا، حفظ الله مصر والعالم العربى والاسلامى.

وكل عام وحضراتكم بخير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى