مقال

نفحات إيمانية ومع المفهوم الحقيقى للجهاد “جزء 4”

نفحات إيمانية ومع المفهوم الحقيقى للجهاد “جزء 4”

بقلم / محمــــد الدكـــــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع مع المفهوم الحقيقى للجهاد، ويندرج تحت القسم الثاني كل من جهاد النفس وجهاد الشيطان وجهاد الدفع، للدفاع عن أراضي الوطن من عدو خارجي أو الدفاع عن المسلمين، وتحدد أهداف الجهاد إلى هدفين لا ثالث لهما وتنحصر جميع أنواعه فيهما تقريبا، وهما جهاد الدفع وجهاد الطلب، أي يكون الجهاد إما جهاد في سبيل الدفاع عن المسلمين والإسلام والقرآن، أو جهاد بغاية نشر تعاليم الإسلام وقوانينه على الحياة والمجتمع باعتباره دين صالح لكل الشعوب واللغات والإثنيات وباعتباره خلاص الأرض من كل الظلمات، وقد قال ابن تيمية مبينا المفهوم العام للجهاد ما نصه ” فالجهاد تحقيق كون المؤمن مؤمنا.

 

ولهذا روى مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم، انه قال ” من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من نفاق ” وذلك أن الجهاد فرض على الكفاية، فيخاطب به جميع المؤمنين عموما، ثم إذا قام به بعضهم سقط عن الباقين، ولابد لكل مؤمن من أن يعتقد أنه مأمور به، وأن يعتقد وجوبه، وأن يعزم عليه إذا احتيج اليه، وهذا يتضمن تحديث نفسه بفعله، فمن مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو نقص من إيمانه الواجب عليه بقدر ذلك، فمات على شعبة نفاق، وأما بالنسبة للحكم في جهاد العدوين الظاهر والباطن، فقد قال القاضي أبو بكر بن العربي ” قال علماؤنا رضي الله عنهم، جهاد العدو الظاهر فرض من فروض الكفاية وهم الكفار.

 

 

وجهاد العدو الباطن فرض من فروض الأعيان، وهوالشيطان ” وقال عبد الله بن عمر بن الخطاب رضى الله عنه ” إن سبيل الله كل عمل صالح ” وكذلك قال عباية بن رفاعة ” ادركني أبو عبس وأنا ذاهب إلى الجمعة، فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول ” من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار” وقال بدر الدين أبو محمد العيني ” مطابقته للترجمة من حيث أن الجمعة تدخل في قوله سبيل الله لأن السبيل اسم جنس مضاف فيفيد العموم، ولأن أبا عبس جعل السعي إلى الجمعة حكم الجهاد ” وفي صحيح مسلم من حديث أبي مالك الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” وانتظار الصلاة إلى الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط ”

 

وعن أنس بن مالك قال ” سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” أفضل الشهداء عند الله المقسطون ” وفي السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” الساعي على الصدقة بالحق كالمجاهد في سبيل الله ” ولذلك قال عبد الرحمن السعدي مبينا هذا المعنى العام للجهاد ” أليس التعلم والتعليم والصبر على ذلك من أكبر الجهاد، أليس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والنصيحة للخلق من الجهاد؟ أليس تنفيذ الحق ونصره، ورد الباطل وقمعه من الجهاد؟ أليس تعليم الجاهلين، وتنبيه الغافلين، وايقاظ المعرضين، ومعارضة المعارضين، ومجادلتهم من الجهاد؟ هل تتم الأمور بدون الجهاد؟ وهل يستقيم الهدى والاهتداء ويحصل الصعود والارتقاء إلا بالجهاد؟

 

طوبى لأهل العلم، والدين والجهاد ” وأما عن غزوات العصر النبوي أو كما أطلق عليها المؤرخون غزوات النبي الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم فقد بدأت مع ظهور الدين الإسلامي في القرن السابع الميلادي بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، إلى يثرب وهى المدينة المنورة، وتأسيسه الدولة الإسلامية فيها، وفي ذلك الوقت فقد شُرع للمسلمين الجهاد، حيث أن هذه الغزوات ومع اختلاف أسبابها جاءت بالتوافق مع مبدأ الحرب الدينية من مفهوم إسلامي أو ما يطلق عليه الجهاد، ومن ناحية أخرى فكان بعض المهاجرين يريد تعويض خسائره حيث تركوا كل ما كانوا يملكون في مكة، وكان ذلك قت فرارهم من تعذيب الكفار في مكة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى