مقال

البحث عن الأخلاق فى زمن ضاعت فيه الأخلاق ” جزء 2″

البحث عن الأخلاق فى زمن ضاعت فيه الأخلاق ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثانى مع البحث عن الأخلاق فى زمن ضاعت فيه الأخلاق، والحرص على الابتسامة الدائمة، واستقبال الناس بوجه رحب، فهي وسيلة تقرب، وتودد، وحب بين الناس، ولها أيضا الكثير من الفوائد، ومنها هو أنها تعد من أبواب الخير والصدقة، وأنها تقود المرء لكسب الناس، ونيل الأجر والثواب من الله تعالى لأنها من أخلاق النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وأنها أيضا تزيل الهم والغم، وتروح عن النفس، وأنها تدل على صفاء النفس، وحسن خلق صاحبها، وفي الأخلاق نرى أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كان شديد الحرص على انتشار الأخلاق الحميدة في المجتمع المسلم، حتى عندما جاء الإسلام فقد أقر بعض أخلاق الجاهلية.

 

التي تتوافق مع قيم الإسلام وألغى بعضها الآخر فكان من ضمن دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم، هو الدعاء بالخلق الحسن، فكان يقول “اللهم اهدني لأحسن الأعمال، وأحسن الأخلاق، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا أنت، وقني سيء الأعمال، وسيء الأخلاق، فإنه لا يقي سيئها إلا أنت” وكان صلى الله عليه وسلم يقول”اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء والأدواء”وكان صلى الله عليه وسلم يقول “الّلهم جمل خُلقي كما جملت خلقي” وإن أهم ما ميز الرسول الكريم محمد صلى الله عليه و سلم هو الأخلاق العظيمة وكما نعلم فإن الدين الاسلامي هو دين المعاملة، وإن أساس المعاملة هو حسن الخلق وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يتصف بمكارم الأخلاق.

 

وكانت هذه من أهم المميزات التي تمتع بها الرسول، والتي حرص على تعليمها لأصحابه وكان الرسول صلى الله عليه وسلم شديد الحرص على توصية أصدقاؤه بحسن الخلق وبمكارم الأخلاق، وقال لهم بأن ” أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم أخلاقا، وأبعدكم عني مجلسا الرثاون والمتشدقون” وفى هذا الحديث دليل واضح على أهمية التمسك بالأخلاق في التعامل مع الناس، حيث أن المعاملة الحسنة تجعل الانسان أقرب ممن حوله كما أنه يستطيع أن يصل إلى قلوب من حوله، ومكارم الأخلاق تكسب الانسان الدارين الآخرة والدنيا، فهو سيجد محبة شديدة ممن حوله من الناس، كما أنه في الدار الآخرة سينال صحبة الرسول صلى الله عليه وسلم في الجنة.

 

كما أن الانسان الذي لا يتمتع بمكارم الأخلاق بل من تتصف أخلاقه بالسوء فهو لا يحظى بأي سعادة، حيث أن الناس تنفر منه في الدنيا، كما أنه لن ينال صحبة الرسول صلى الله عليه وسلم في الآخرة، وإن الأخلاق لم تقتصر فقط على المسلين بل شملت جميع الناس من مختلف الديانات، حيث أن حسن الخلق يعني النهوض بالمجتمع والرقي به فعندما يراعي الانسان حرمة أخيه الانسان، أو عندما يتلفظ ألفاظا حسنة أثناء الحديث معه ستبقى الألفة قائمة بين الناس على مر العصورن وكما أن حسن الخلق من أكثر الأعمال التي يتقرب بها الانسان إلى الله عز وجل، وهي كفيلة بأن تزيد حسنات الانسان في ميزانه، وإن صاحب الخلق الحسن يكون من خير ما على الأرض.

 

حيث أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان دوما يشدد في التحذير من إيذاء الآخرين سواء باللسان أو باليد، أو حتى من خلال النظرات، فلو تخيلنا مجتمع لا يحترم فيه أحد الآخر، كما ترك الكل أخلاقه، سنجد أن هذا ينتهك حرمة بيت هذا ويهتك عرضه، كما أن سوف يقوم بالتعدي على حقوق هذا دون أن يشعر بأدني ذنب، الأمر الذي يعني فساد المجتمع وتهتك العلاقات لأبعد حد، كما أن حسن الخلق عند الله تعالى عظيم تماما كعظمة القيام والصيام، حيث أن الخلق الحسن يقيد صاحبه من ارتكاب المعاصي، ومن أمثلة حسن الخلق هو رفع الأذى عن الطريق، والاحسان إلى الفقير، والعطف على الصغير، واحترام الكبير، والاحسان إلى الشيخ الكبير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى