الأسرة في النشاط الاجتماعي

الدكروري يكتب عن الأسرة في النشاط الاجتماعي
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 15 فبراير 2024

الحمد لله الذي خلق البشر، وأمر بطاعته كما أخبر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يعلم العلن والمخبر، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله ربه إلى الأسود والأحمر، صلى الله وسلم عليه ما بزغ نجم وظهر، وعلى آله وأصحابه الميامين الغرر والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المستقر أما بعد إن المتابع لأولويات الشريعة والملاحظ لمقاصدها التي يتغياها الشارع يقف بغير كد على مكانة المجتمع من التشريع، وأن صلاحه هو المقصد من وراء إصلاح المعاملات، وتقوية أواصره هي الغاية من الحث على التراحم بين أفراده، حتى إن الحدود وهي الزواجر في أحد شقي فلسفتها مرادها هو حماية المجتمع من تفشي الأمراض الإجتماعية التي تضعف بنيته وتوهي روابطه.

والأسرة هي الوحدة الصغرى من وحدات بناء المجتمع، وان نجاح أى أمة أو فشلها متوقف على الاسرة وحالها فإن كانت الأسرة ناجحة قوية متحضرة كانت الأمة كذلك والعكس كذلك فما الأمم الإ نتاج أسر وأفراد فقوة الأمم وضعفها يقاس بالأسرة، ولكن فما هى الاسرة ؟ فالاسرة فى اللغة مأخوذ من كلمة الأسر وهى بمعنى القوة والشدة، و فى الإصطلاح هي نواة المجتمع الأولى، والتي تقوم على أساس من المحبة والإخاء والتعاطف ومجموعة من النظم والقواعد وهى أيضا رابطة اجتماعية تتكون من زوج، وزوجة، وأطفال، أو قد تكون دون أطفال، وقد تتوسع الأسرة لتصبح أكبر من ذلك، فتشمل أفرادا آخرين كالأجداد والأحفاد، يشتركون في معيشة واحدة، وتتكون الأسرة من أفراد تربط بينهم صلة القرابة والرحم.

وتساهم الأسرة في النشاط الاجتماعي في كل جوانبه المادية والروحية والعقائدية والاقتصادية، وللأسرة حقوق مثل حق الصحة، وحق التعلم، وحق السكن الأمن كما للأسرة واجبات مثل نقل التراث واللغة عبر الأجيال، والوظيفة، فيا أيها المسلمون لقد عد القرآن الكريم أن من أعظم المنن والآيات ما خلقه الله من السكن والمودة والرحمة والأنس بين الرجل وزوجته، وكما أمر بتيسير الزواج وإعانة من يريد النكاح ليعف نفسه، كما قال صلى الله عليه وسلم “ثلاثة حق على الله عونهم” وذكر منهم “والناكح الذي يريد العفاف” رواه الترمذي، فالإسلام أكرم المرأة أما وبنتا وأختا، فقد أكرمها أما، فعن عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي ؟

قال أمك، قال ثم من ؟ قال ثم أمك، قال ثم من ؟ قال ثم أمك، قال ثم من ؟ قال ثم أبوك ” رواه البخاري، وكما أكرمها بنتا، فعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” من كان له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات أو ابنتان أو أختان فأحسن صحبتهن واتقى الله فيهن دخل الجنة” رواه ابن حبان، وقد أكرمها زوجة، فعن عن أم المؤمنين السيدة عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ” رواه الترمذي، وأعطى الإسلام المرأة حقها من الميراث وغيره وجعل لها حقا كالرجل في شؤون كثيرة قال عليه الصلاة والسلام ” النساء شقائق الرجال ” رواه أبو داود، وكما أوصى الإسلام بالزوجة وأعطى المرأة حرية اختيار الزوج وجعل عليها جزء كبير من المسؤولية في تربية الأبناء.

زر الذهاب إلى الأعلى