مقال

.البعثة_الاستكشافية التي تم إرسالها في واحدة من أصعب المهمات في التاريخ رحلة البحث عن سد يأجوج ومأجوج، من هم؟ ومن قائدهم؟ وماذا حدث لهم؟

جريدة الاضواء

.البعثة_الاستكشافية التي تم إرسالها في واحدة من أصعب المهمات في التاريخ رحلة البحث عن سد يأجوج ومأجوج، من هم؟
ومن قائدهم؟
وماذا حدث لهم؟

▪︎‏ملاحظة: جميع أحداث القصة حقيقية وحدثت بالفعل وسأكتب المراجع الرسمية والكتب التي ذكرت القصة بالتفصيل في النهاية..

‏في عام 232 هـ في عهد الخليفة الواثق بالله، أفاق في يوم الخليفة الواثق بالله وهو مرعوب مما شاهده في المنام، فقد رأى في المنام أن السد الذي بناه ذو القرنين ليحمينا من يأجوج ومأجوج قد فُتح للعالم..

‏وما إن طلع صباح اليوم الثاني إلا وقد استدعى (سلام الترجمان)، وأخبره بما رأى في المنام وأوكل إليه واحدة من أصعب مهمات التاريخ وهي البحث عن سد يأجوج ومأجوج و استكشافه والاطمئنان على السد، وقد اختاره الخليفة لشدة ذكائه ولإجادته أكثر من 20 لسان (أي 20 لغة)

‏أمر الخليفة سلام الترجمان أن يختار معه 60 رجل أشداء وأقوياء لهذه المهمة وأعطى كل واحد منهم 10 آلاف دينار و100 من البعير ومؤونة تكفيهم سنة كاملة، وأعطاه توصيات يوصلها إلى حاكم كل مملكة يدخلها حتى يسهلوا من مهمة وصوله للهدف المنشود ..

‏تحرك سلام وال 60 رجل ومروا بأربع ممالك حتى وصلوا إلى مملكة الخزر وعندما عرف ملك الخزر فيلا شاه وطرخان بأمرهم أرسل معهم 5 أدلاء ليساعدوهم في الوصول إلى السد ..

‏والخريطة المرفقة توضح موقع مملكة الخزر قديما ..

‏ثم سار سلام والذين معه لمدة 25 يوم، حتى وصلوا إلى أرض سوداء تفوح منها رائحة الجيف النتنة فساروا فيها لمدة عشرة أيام، ثم وصلوا إلى مدن خراب أي محطمة ولا يوجد فيها حجر على حجر وقيل إنها المدن التي حطمها وخربها يأجوج ومأجوج ..

‏وبعد 20 يوم أخرى من المسير وصلوا إلى حصون على مقربة من السد العظيم ووجدوا فيها قوم يتكلمون العربية والفارسية وجميعهم مسلمون ويقرؤون القرآن ولديهم مساجد ..

‏فأخبرناهم أنا رسل أمير المؤمنين؛ فأقبلوا يتعجبون من قولنا، ويقولون: أمير المؤمنين؟!
فنقول: نعم،
فقالوا: أهو شيخ أم شاب، قلنا: شاب، قالوا: وأين يكون؟
قلنا: بالعراق، في مدينة يقال لها: سر من رأى
قالوا: ما سمعنا بهذا قط.

‏ثم وصلوا إلى قرية يقال لها (إيكة) وفي هذه القرية كان معسكر ذي القرنين وجنوده أثناء فترة بناء السد وبينها وبين السد مسيرة ثلاث ليال ويوجد بها مزارع ومبانٍ ..

‏وبعد ثلاث ليال وصلوا إلى الهدف المنشود وهنا يروي سلام الترجمان أدق وصف للسد على الإطلاق وذكره بالتفصيل الممل يقول سلام: السد الذي بناه ذو القرنين هو فج بين جبلين أي شق بين جبلين كانوا يخرجون يأجوج ومأجوج منه، عرضه 200 ذراع وحفر أساسه 30 ذراع وبناه بالحديد والنحاس.. ‏للتوضيح:

الذراع تقريبا يساوي 45 سم وهو بطول ذراع الإنسان البالغ
60 ذراع يساوي تقريبا 45 متر

‏ثم رفع عضادتين عظيمتين على جوانب الفج أي عامودين عملاقين على يمين ويسار الشق، وكله من الحديد والنحاس طول كل عضادة 25 ذراع في سمك 50 ذراع، وعلى العضادتين عتبة عليا من حديد وطولها 120 ذراعا وفوق العتبة شرف من حديد طول كل شرفة 5 أذرع في 4 وعليه 37 شرفة،..

‏ويوجد باب حديد عرض مصراعيه والمقصود بمصراعيه هو الجزءان اللذان يتكون منهما أي باب، وعرضهم 50 ذراع في 75 ، لا يدخل من الباب أو الجبل لا نور ولا ريح وعلى الباب قفل طوله 7 أذرع، وارتفاع القفل من الأرض 25 ذراعا وأعلى القفل يوجد مفتاح معلق بسلسلة ملحومة بالباب من حديد طوله ذراع ونصف ..

‏وعلى مصراع الباب الأيمن مكتوب

(فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقاً) ..

‏ويقول سلام: وسألنا من هناك: هل رأوا أحدا من يأجوج ومأجوج؟؟
فذكروا أنهم رأوا منهم مرة عددا فوق الشرف، فهبت ريح سوداء فألقتهم إلى جانبنا؛ فكان مقدار الواحد منهم في رأي العين شبراً ونصفا

والشبر تقريبا ما يعادل حجم اليد كما هو موضح بالصورة المرفقة

‏ويوجد حصنان عند الباب يعيش فيها من أوكلهم الله لرعاية هذا السد ويوجد في أحد الحصون آلات البناء التي بنى فيها ذو القرنين السد من مغارف وقدور وبقايا من صهارة الحديد التي التصقت بسبب مرور الزمن

‏ورئيس تل الحصون يركب في كل يومي اثنين وخميس، يقرع الباب قرعاً له دوي، والهدف منه أن يسمعه مَن وراء الباب فيعلموا أن هناك حفظة وأن الباب ما زال سليماً، وهم يتوارثون ذلك الباب كما يتوارث الخلفاء الخلافة،

‏والجبل من الخارج ليس له متن ولا سفح، ولا عليه نبات ولا حشيش ولا غير ذلك، وهو جبل مسـطح، متسع، قائم أملس أبيض.

‏وبعد تفقد سلام الترجمان للسد انصرف نحو خراسان ومنها إلى طبانوين، ومنها إلى سمرقند في ثمانية أشهر، ومنهـا إلى أسـبيشاب، وعبر نهر بلخ ثم صار إلى شروسنة فبخــــارى وترمذ ثـم إلى نيسابور، ومات من الرجال في الذهاب 22 رجلاً وفي العــودة 24 رجل.

‏وبقي معه من الرجال 14 ومن البــــغال 23 بغلاً، عاد إلى الخليفة فأخبره بما شاهده.. بعد رحـــلة استمرت 16 شهراً ذهاباً و12 شهراً إيابا.
.

‏خريطة قديمة مرفقة للإدريسي توضح مكان سد يأجوج ومأجوج وهو مطابق تقريبا للمكان الذي ذهب إليه سلام الترجمان ..

▪︎‏القصة مذكورة في كتاب الإدريسي

( نزهة المشتاق في اختراق الآفاق )

وابن خرداذيه في كتاب ( المسالك والممالك ) ..
تحياتي
د. هدى عبده

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى