مقال

المنافق في حب وطنه

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن المنافق في حب وطنه
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء الموافق 22 نوفمبر 2023

الحمد لله رب العالمين الأول والأخر والظاهر والباطن وهو بكل شي عليم واشهد ان لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم، إن قضية الإتقان عند الأنبياء واضحة جدا ولو أخذنا مثلا حتى في مسألة الصناعة، ما علمه الله لنبيه داود عليه السلام، فقد علمه صنعة الحديد، سابغ لكل الجسم لتحصنكم من بأسكم وتقيكم ضربات المقاتلين، وهذا الدروع تُلبس، وأول من صنع الدروع وسردها والحلق، هو نبي الله داود عليه السلام، وأول من صنع الدروع والسرد فيها والحلوق فيها داود عليه السلام، وكانت من قبل صفائح، والدرع يجمع الخفة والحصانة، لتحرزهم من بأس العدو، وطعن السلاح، ومن فضل الله أنه ألان لنبيه داود عليه السلام الحديد.

ليعملها سابغات، وعلمه عز وجل وأمره أن يقدر في السرد، فيقدره حلقا ويدخل بعضها في بعض، فتقي كل الجسد، ولا تضيق على لابسها، فالمسمار بحسب الحلقة، فلا تجعل المسامير دقاقا فتفلت، ولا غلاظا فتكسر الحلق، وقدر في السرد، أي اجعله على قدر الحاجة، وهذه العملية الإتقانية في مسألة الصناعة اللازمة للجهاد، كانت من شأن نبي الله داود عليه السلام وفي هذا درس عظيم لهذه الأمة، وإن من الناس اليوم من يجهر بحب بلده ثم يسرق مقدراته أو يفسد فيه ولكن يجب أن نعلم أبناءنا كل السلوكيات التي تنبثق عن حب الوطن وأنها ليست مسيرة أو شعار، بل فعل وممارسة وعندما قال القائل ارفع راسك فأنت مصري، يجب أن نترجمه الى عمل وفعل، فالطالب الذي يخرب في مدرسته فيتلف ممتلكاتها.

والعامل الذي يضرب عن عمله ويعطل إنتاجه، والمتنزه الذي يلقي نفاياته في طريق الناس، وأماكن جلوسهم راكب السيارة الذي يلقي علبة العصير من النافذة أو ربة البيت التي تلقي النفايات في الشارع، والموظف الذي لا يلتزم بوظيفته ولا يخدم الناس، والمعلم الذي لا يخلص لوظيفته ولا يشعر بالمسؤولية عن طلابه، ورب الأسرة الذي لا يقوم بواجب أبنائه ورعايتهم وتأديبهم وتأمين عيشهم الكريم، والأستاذ الجامعي الذي لا يرتقي بطلابه، ولا يحفز الإبداع والتفوق فهيم، والشيخ الذي لا يغرس القيم النبيلة بين الناس بفعله، ويقول أيها الأخوة أنظروا إلى الخليل إبراهيم عليه السلام وهو يقول” رب اجعل هذا بلدا آمنا وأرزق أهله من الثمرات” فكان هذا انتماء للوطن وحب للوطن ” وأن الانتماء العائلي ليس فقط أن أحمل لقب.

ولكن هو على الأقل أن أكون على صلة بأفراد عائلتي، وأن اسأل عنهم أن احترمهم، فكم من بشر يتباهون إنهم من تلك العائلة وهم لا يعلمون حتى أشكال أفرادها، فهل هذا يعتبر انتماء، فإنه من أولى مبادئ الانتماء هو أن نعلم أولادنا معنى الأهل والأسرة والعائلة، وأن يرى الأطفال أهلهم يسألون عن أقاربهم ويصلون أرحامهم، وأن يرى الأطفال أهله يحترمون أهلهم، فالانتماء هو أن نعلم أطفالنا معنى العائلة وإن نعرفهم من هي عائلتهم حتى وأن كانوا يعيشون في بلد أخر، أليس هذا هو الانتماء أم إن هناك مفهوم أخر؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى