مقال

أين إختفى الترابط الأسرى “

” أين إختفى الترابط الأسرى ”

 

الترابط يُعرف بأنه الوتد الذى تقوم عليه العلاقات الأسرية والإجتماعية،وعندما يختل هذا الوتد تنهار هذه العلاقات ويتسبب فى التفكك الأسرى الغير مسبوق له والذى إچتاح مجتمعنا العربى.

 

فى هذا العصر الذى لم أجد له إسم ولا وصف غير “عصر التفكُّك الأسرى”.

كثُرَ الكلام والحديث مؤخراً عن إختفاء الترابط الأسرى وكثيرين يتساءلون عن الأسباب..!!

وهنا أستغرب من هذه التساؤلات، لأننا نعلم جيداً الأجوبة عنها ولا نحتاج لمتخصصين كى يفسروا لنا العوامل التى أدت إلى هذا التفكك،وعلى ما أعتقد أننا نخشى أن نبوح بها لأننا نحنُ مَن تسبب فيها، وكنت ذكرت فى عدة مقالات عن بعض العوامل والأسباب التى أدت إلى هذه الظاهرة الغريبة على مجتمعنا وأبرزها ” النت ووسائل التواصل الإجتماعى ” التى أصبحا من وجهة نظرى ” وسائل التباعد الإجتماعى ”

والتى نشأ عنها خلل فى العلاقات الأسرية والإجتماعية مما أسفر عن غياب مفاهيم كثيرة يفتقرها هذا الجيل مثل القُدوة الحَسنة وبعض العادات والتقاليد وغيرهما من مفاهيم نشأنا عليها وكانت مثل حجر الأساس فى بناء شخصياتنا على المبادئ والأصول.

 

ما أراه الآن كأن زلزال بقوة شديدة هَزَّ المجتمع العربى، وما نتج عنه هدم بعض بل الكثير من القيم والمبادئ والأخلاق وإحترام الصغير للكبير والسلوكيات الطيبة التى يتَّسم بهم مجتمعنا .

 

أيضاً إختفى الحوار بين أفراد الأسرة مما أدى إلى التباعد بينهما وأصبح كل فرد يعيش فى غرفته فى عالمه الخاص من خلال قطعة حديد، وإن صدف وإتجمعوا فى مكان ما، ينشغل الجميع بالهاتف الخاص به..!!

أرجوكم إنتبهوا لما وصلنا إليه، نحن أصبحنا نبتسم لقطعة من الحديد أكثر من أن نبتسم لبعضنا البعض وجها لوجه ..!!

 

كما أن معظم تواصلنا مع أبنائنا إنحسر فى اللوم والعتاب والتهديد وما شابه بسبب ما وصلنا إليه،

نعاتبهم ونلومهُم دون أن نصل إلى حل أو إتفاق مفيد لإستعادة حياتنا الطبيعية معهم ..!!

 

هل تعلمون خطورة ما وصلنا إليه ..!!؟

 

نحن وصلنا إلى إختفاء العديد من الأساسيات الأسرية مثل:

* الشعور بالأمان والطمأنينة.

* إندثار العمل الجماعى بين أفراد الأسرة.

* الصعوبة فى التعامل مع الأبناء.

* إختفاء الصداقة بين الأبناء والآباء.

* إختفاء لغة واضحة ومفهومة للحوار .

* إختفاء الدعم النفسى والمعنوى للأبناء.

* إختفاء التواصل بين الأبناء والآباء.

* والأخطر هو عدم الشعور بحب الأبناء لوالديهم.

* والأكثر خطورة عدم إحترام الأبناء للوالدين للأسف الشديد..!!

* والمشكلة الكبيرة والمُحزنة بالفعل هى إختفاء

( صِلة الرحم ) .

 

ومن المؤسف والمُقلق إن تواصل الأبناء الآن إنحسر مع الأغراب عبر وسائل التواصل الإجتماعى وأصبحوا عُرضَة لتأثير الأخرين عليهم.

 

لذلك أرجوكم علينا أن نفيق قبل فوات الآوان ونسعى جاهدين لعودة الإلتقاء بأبنائنا وإنقاذ ما يُمكن إنقاذه ..!!

كلنا نعلم أن الأبناء يكتسبون العادات والتقاليد من العائلة والتواصل الدائم كما إكتسبناها نحن من والدينا وأجدادنا ..!

 

وقد لاحظت فى الآونة الأخيرة أن عاداتنا وتقاليدنا الطيبة بدأت تتلاشى وتختفى والسبب عدم الترابط الأسرى بمفهومه الصحيح.

لذلك أرجوكم أسرعوا فى إيجاد حل قبل إندثار أصول حياتنا الإجتماعية من عادات وتقاليد ومبادئ وأصول وعُرف..!!

 

كنت ذكرت فى مقال سابق بأن الحرب الآن ليست بالأسلحة والدبابات فقط ، بل أصبحت حرب إعلامية وتكنولوجية،

وبكل تأكيد معظمنا لاحظ الهجوم العدوانى على مجتمعنا العربى بصفة عامة وعلى مصر بصفة خاصة،

وأول ما فكَّر فيه عدونا هو اللجوء إلى أجمل ما فينا مثل:

القضاء على العادات والتقاليد والترابط الأسري والإجتماعى والقضاء على تُراثنا وتاريخنا.

بل ركَّز هذا العدو الخبيث وبشدة على أغلى ما لدينا من كنوز، ركزوا على ” شبابنا ” والقضاء على أجمل ما فيهم وهو الترابط الأسرى وإحترامهم لآبائهم،

بدءاً بهجوم الإنتاج الإعلامي الغربى بكل أنواعه لنشر ثقافاتهم وعاداتهم وتقاليدهم التى لا تتناسب مع مجتمعنا العربى والإسلامى،من خلال الدراما الغربية والمكسيكية وبعض الدراما التركية وغيرهم لنشر ثقافاتهم.

ومن المؤسف إن هذه الأنواع من الدراما أصبح لها جمهور عريض فى مجتمعنا العربي.

وللأسف الشديد إن ” الدراما العربية ” أيضاً شاركت فى هذه الكارثة ..!!

هناك بعض الفنانين شاركوا فى تدهور أخلاق الشباب من خلال نشر البلطجة والألفاظ السوقية وعدم الإحترام عبر ما يُطلق عليه ” فن ” بل هو ” سم ” سمموا به عقول الشباب وبعيد كل البُعد عن الفن ورسالته.

أنا شاهدت فى بعض المسلسلات المصرية تدنى الحوار والأخلاق فى التعامل بين الأبناء والآباء..!!

 

وهنا أناشدكم أيها المجتمع العربى الأصيل أن تتصَدُّوا وبقوة لهذه الظاهرة المُدمرة، بالسعى لإنقاذ أولادنا وإنقاذ ثقافاتنا وعاداتنا وتقاليدنا ومبادئنا وتراثنا من الإندثار.

كما أناشدكم بمدّ يد العون لشبابنا والتواصل معهم ومحاولة التقرُّب إليهم ،والسعى لإعادة الحوار معهم وبناء الثقة بيننا وبينهم، والمحاولة قدر المستطاع لإحتوائهم وعودة الثقة والألفة بيننا وبينهم.

وتذكروا جيداً إن لا يمكن لأى مجتمع أن يتقدم إلا على يد الشباب، فهم حجر الأساس والعنصر الفاعل لبناء أى مجتمع ، بل هم الوتد ” وتد نهضة بلادنا ” ..!!

أرجوكم إنقذوا شبابنا من الضياع ..!!

 

اللَّهُم بلغت اللّهُم فاشهد.

تحيتى لمعالى المواطن

 

بنت مصر: حنان زكريا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى