مقال

نفحات إيمانية ومع الزواج وتنظيم النسل ” جزء 8″

نفحات إيمانية ومع الزواج وتنظيم النسل ” جزء 8″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثامن مع الزواج وتنظيم الأسرة، وتنظيم النسل يعطي الأب والأم الحق والتربية الحسنة لأولادهم، لأنه فترات الحمل المتتابعة لا تفصل بينهما سنة هي مرهقة للأم ومرهقة في عملية تربية الأولاد، فمن حق الطفل أن يحصل على التربية الحسنة، وقد أباح الإسلام تنظيم النسل وفيه تخفيف على الزوج والزوجة وفي نفس الوقت الحفاظ على النسل، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم “تناكحوا تناسلوا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة” أي حث الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين على حماية وحفظ النسل وليس قطع النسل الذي يكون بتحديد النسل بطفل أو طفلين، لذلك عملية تنظيم النسل فيها حفاظ على النسل، فالمرأة تنظم النسل عندما تخشى على حياتها من الحمل في فترة معينة.

 

أو كما ذكرنا إطاء الفرصة الكافية واللازمة في حقهم بالتربية لأن بعدم التنظيم يصبح صعب على الأم تربية الأطفال وتنحرف أخلاقهم لأن الأطفال تجب متابعتهم لحمايتهم، ومن حق الرضيع أن يرضع من أمه لذلك يتم فط الطفل بعد سنتين من عمره أي أخذ حقه كامل بالرضاعة، لذلك تنظيم النسل هو إنجاب أطفال ولكن بفترات بينهم أما تحديد النسل الذي حرمه الإسلام يقوم على مبدأ رفض ما أنزل الله تعالى من نعمة الأولاد وإذا تم تحديد العدد أي يكتفي بولد أو وليدين فهذا حرام، لأنه يؤدي إلى القضاء على الأمة والقضاء على النسل، وإن الإسلام دين الفطرة، فقد حث على الزواج، وبيّن حِكمه وأحكامه وآدابه، ورغب في الذرية والنسل.

 

وقد يسأل بعض الناس عن حكم تنظيم الحمل أو تحديده، وإن من نعم الله تعالى على عباده نعمة الإنجاب، وقد جاءت كثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة في بيان أهمية النسل، فقال الله تعالى فى كتابه الكريم كماء جاء فى سورة النساء ” يا أيها النس أتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحده وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء ” وإن المراد بالنفس هو آدم عليه السلام، وبث، أى فرّق ونشر في الأرض منهما، يعني من آدم وحواء، وقد قال الله تعالى كما جاء فى سورة الشورى ” يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور، أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير” فبعض الناس يهبه البنات لا ذكر بينهن.

 

وبعضهم يهبه الذكور لا أنثى بينهم، وبعضهم يهبه من النوعين، وبعضهم لا يهبه لا أنثى ولا ذكر، وذلك لحكمة لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، وقال تعالى فى سورة البقرة ” فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم ” وقال الطبري رحمه الله، وقد يدخل في قوله تعالى ” وابتغوا ما كتب الله لكم” جميع معاني الخير المطلوبة، غير أن أشبه المعاني بظاهر الآية قول من قال معناه، وابتغوا ما كتب الله لكم الولد، لأنه عقيب قوله تعالى ” فالآن باشروهن” بمعنى جامعوهن، فيكون المعنى وابتغوا ما كتب الله في مباشرتكم إياهن من الولد والنسل، ثم إن من نتيجة هذا وذاك يُختصر الزمن المقدر لحياة تلك الأمة، وهذا الطريق للانتحار قد أودى بحياة كثير من البيوتات الملكية.

 

والطبقات الغنية الراقية، والجماعات الإنسانية من الوجهة الحياتية والعمرانية، وبه قد ذهبت كثير من الأمم والشعوب القوية ضحيةَ الفناء والزوال في التاريخ الإنسانى، ويقول أبو الأعلى المودودي، ومما لا مجال فيه لأدنى شك أن تحديد النسل ظلم صريح للمرأة، فهو ينشب الحرب بينها وبين فطرتها نتيجة لذلك، يختل فيها نظامها الجسدي، وينهار عليها جهازها العصبي، وإن تحديد النسل في حد ذاته خروج سافر على نظام الإنسان الفطري، وفوق هذا فإن الطرق التي تستخدم لمنع الحمل تترك على الرجل والمرأة، ولا سيّما المرأة مؤثرات تنغص عليهما حياتهما، وتهدم عليهما شخصيتهما، وهذه الطرق التي استخدمت لمنع الحمل، وتحديد النسل، قد ثبت ضررها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى