مقال

الدكروري يكتب عن الله تعالي هو الحق 

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الله تعالي هو الحق

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

 

إن للإسلام أركان وجوانب، فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال، قال النبي صلى الله عليه وسلم”بُني الإسلام على خمس، شهادة ألا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت” ويدخل الإنسان إلى الإسلام بنطقه شهادة أن لا إله إلا الله، محمد رسول الله، ولو مرة في حياته، وذلك بإجماع العلماء، فشهادة أن لا إله إلاّ الله وأن محمدا رسول الله تنقسم إلى شقين متلازمين لا ينفك أحدهما عن الآخر، فالشق الأول وهو شهادة أن لا إله إلا الله، وتشتمل على حق الله تعالى الذي هو إفراده في العبادة، والشق الثاني وهو شهادة أن محمدا رسول الله، وتشتمل على حق النبي صلى الله عليه وسلم.

 

الذي هو إفراده في الاتباع، فلا يمكن أن يقبل الله منك شهادة أن لا إله إلا الله حتى تكون على شرع رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قال الله تعالى “من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا” ومعنى قول أشهد أن لا إله إلا الله، أي أعتقد بقلبي وأقر بلساني وأبرهن بجوارحي أن لا معبود بحق إلا الله تعالى، فمعنى إله أي معبود، فيكون المعنى لا معبود بحق إلا الله، فكما نرى المعبودات كثيرة، فقد عُبد القمر والشمس وألهت الكواكب، بل نجد في بلد كالهند آلاف المعبودات، كلها ألهت بالباطل، إلا الله سبحانه وتعالى هو الذي عُبد بالحق وحده لا شريك له، لأنه هو الخالق الرزاق المالك المدبر لشؤون خلقه.

 

حيث قال سبحانه وتعالى “ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يعبدون من دونه الباطل وأن الله هو العلى الكبير” وتشتمل لا إله إلا الله على ركنين، فالركن الأول هو نفي استحقاق العبادة عن غير الله عز وجل، وهو مُضمّن في “لا إله” والركن الثاني هو إثبات استحقاق العبادة لله وهو مُضمّن في “إلا الله” ولا يمكن أن يحقّق العبد لا إله إلا الله حتى يستوفي سبعة شروط وهي العلم واليقين والصدق والإخلاص والمحبة والقبول والانقياد، فالشرط الأول وهو العلم بلا إله إلا الله وهو إدراك معنى لا إله إلاّ الله بدليله، فالإنسان لا يمكن أن يعمل بشيء ويطبقه في حياته حتى يعلمه، فالعلم لازم للعمل، فقال الله تعالى ” فاعلم أنه لا إله إلا الله”

 

وقال النبي صلى الله عليه وسلم “من مات وهو يعلم لا إله إلا الله دخل الجنة” وأما الشرط الثاني وهو اليقين وهو اعتقاد لا إله إلا الله من غير شك، والشرط الثالث وهوالصدق وهو استقامة الظاهر والباطن على توحيد الله سبحانه وتعالى وطاعته، فقال سبحانه وتعالى “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين” وقال النبي صلى الله عليه وسلم “ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، صدقا من قلبه، إلا حرّمه الله على النار” وإن ضد الصدق النفاق، فهو من أشر الكفر بالله ويعني إبطان الكفر وإظهار الإسلام، حيث قال سبحانه “إن المنافقين فى الدرك الأسفل من النار” وأما الشرط الرابع وهو الإخلاص.

 

وهو الابتغاء بلا إله إلا الله والعمل بها وجه الله تعالى وثوابه دون رياء ولا سمعة، حيث قال الله تعالى ” وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء” وقال سبحانه وتعالى أيضا “قل الله أعبد مخلصا له دينى” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه، أو من نفسه ” وللإخلاص قوادح تفسده، يجب معرفتها واجتنابها، فإن القادح الأول هو الرياء، وهو فعل العبادة أمام الناس ابتغاء ثنائهم وإعجابهم، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم “أخوف ما أخاف على أمتي الشرك الخفي، قيل ما الشرك الخفي يا رسول الله، قال الرياء”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى