مقال

الدكروري يكتب عن رسول الله في خطبة الحاجة

جريدة الأضواء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الاثنين الموافق 18 مارس 2024

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارا به وتوحيدا وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما مزيدا، أما بعد روى الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن أبي عبيدة عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في خطبة الحاجة “إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله” ثم يقرأ ثلاث آيات ” يا أيها الذين آمنوا أتقو الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلون” ويقرأ قول الحق سبحانه وتعالي. 

” يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساءا واتقوا الله الذي تسائلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا” ويقرأ ” يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ” ثم يذكر حاجته، والمسلم عليه أن يسمع ويطيع ويسلم للأمر، ويؤمن ويصدق بالخبر، سواء علم الحكمة أو لم يعلمها، ولكن العلم بالحكمة يزيد الطمأنينة في القلب، ولا نستطيع هنا أن نجزم بحكمة معينة، ولكن نقول إن معنى هذه المقدمات واضح، أما حمد الله تعالي والثناء عليه في أول الخطبة فهو تذكير بنعم الله عز وجل الكثيرة التي لا تحصى ولا تعد وتعظيم الله سبحانه فهو أهل الحمد والثناء. 

ولأن كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله تعالي فهو أقطع كما أخرج ذلك ابن حبان في صحيحه وحسن الحديث الإمام النووي، وأما الإستعانة بالله تعالي فهي طلب من الخطيب أن يوفقه الله ويعينه في خطبته وفي كل أموره، وأما الإستغفار فكأن الخطيب يتذكر ذنوبه وهو يعظ الناس فيستغفر الله منها، وأما التعوذ بالله تعالي من شر النفس فلأن النفس أمارة بالسوء، فقد يدخل في الإنسان حال الخطبة العجب والكبر والرياء، ومثله التعوذ بالله من سيئات الأعمال، وأما قوله من يهده الله فلا مضل له، فكأن الخطيب يقول إن خطبتي هذه لا تكون هداية لأحد إلا بإذن الله تعالي، كما قال الله تعالى “إنك لا تهدي من أحببت” ومن أراد الله إضلاله فإن هذه المواعظ لا تنفعه، وأما الشهادتان فهما إقرار لله بالربوبية والألوهية.

ولرسوله بالصدق والتبليغ، وأما قراءة الآيات التي فيها الحث على التقوى، فلأن التقوى هي جماع الأمر فهي إمتثال أمر الله تعالي واجتناب نهيه، فكأن الخطيب يقول إن خطبتي كلها تصب في هذا المعنى فكأن هذه براعة استهلال، وأما النهي عن البدع والمحدثات فلأنها هي أعظم أسباب فساد الدين ولأنه قد يتأثر البعض بالموعظة فيقوم بالتقرب إلى الله بما لم يشرع، فاللهم من أرادنا وبلادنا بسوء فأشغله بنفسه واجعل كيده في نحره واجعل تدبيره تدميرا له يا سميع الدعاء، اللهم اغفر لموتى المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية ولنبيك بالرسالة وماتوا على ذلك اللهم اغفر لهم وارحمهم وعافهم واعف عنهم ووسع مدخلهم وأكرم نزلهم واغسلهم بالماء والثلج والبرد ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وارحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه برحمتك يا أرحم الراحمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى