مقال

نفحات إيمانية ومع النكاح والسفاح فى الإسلام ” جزء 1″

نفحات إيمانية ومع النكاح والسفاح فى الإسلام ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

إن الوفاء بين الزوجين هو طريق السعادة في الدارين، فهذه امرأة أخلصت لزوجها، فأنقذته من النار بعد أن هداها الله إليه، وهي صحابية جليلة وقفت انطلاقا من حبها لزوجها موقفا قويا في ساعة امتحان صعب، فاندفعت بعد إسلامها مباشرة تحاول إنقاذ زوجها، الذي كان كما كانت هي من ألد أعداء الإسلام، فلما هداها الله وأسلمت يوم الفتح الأعظم، أبت إلا أن يشاركها زوجها الإسلام كما شاركها الجاهلية، والعمل للإسلام كما شاركها العمل ضد الإسلام، فهذه الصحابية الجليلة القدر هي السيدة أم حكيم بنت الحارث بن هشام القرشية المخزومية، التي تأخر إسلامها إذ آمنت ككثير من أهل بيتها يوم فتح مكة العظيم في السنة الثامنة من الهجرة.

 

وكان ممن أسلم مثلها في ذلك اليوم أمها فاطمة بنت الوليد بن المغيرة القرشية، التي سبقها إلى الإسلام أخواها الوليد بن الوليد وخالد بن الوليد، وكل منهما طيّب الذكر في تاريخ مسيرة الإسلام، والتمسك به، والدفاع عنه، والجهاد في سبيله، إنها أسرة كاملة أبطأت في قبول الإسلام، لكنها عندما هداها الله قدمت صفحات رائعة، فاستحقت أن توصف بهذا الوصف الكريم “خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا” لقد ارتفعت يوم فتح مكة راية الإسلام خفاقة، وجاء نصر الله لعسكره دون قتال يذكر، فكان بحق فتحا مبينا، وكان نقطة انتقال في مسيرة الدعوة الإسلامية، وفي تاريخ الإنسانية جمعاء، ولقد حرم الإسلام الزنا وذلك صيانة للأعراض وحفظا للأنساب.

 

فقال الله تعالى فى سورة الإسراء ” ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا” فالزنا عار يهدم البيوت الرفيعة، ويطأطئ الرؤوس العالية، ويشرد الأسرة الآمنة، ويسود الوجوه النيرة، ويخرس الألسنة البليغة، فالزنا لحظة عابرة، وشهوة عارمة، ونزوة حيوانية بحتة، ولذة تذهب سريعا، وتضمحل عاجلا، ويبقى العار والخذلان وغضب الخالق الجبار، عاقبته دمار، وآخرته بوار، بدليل تصايح أهل النار في النار، وإن من أعظم النعم التي ينعم الله تعالى بها على عباده نعمة الأولاد، فهم إذا صلحوا أصبح عمل صالح يستمر للأبوين حتى بعد موتهما، فقد قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم “إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاث صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له” رواه مسلم.

 

فالأولاد نعمة إلهيه، ومنحة ربانية تتعلق بها قلوب البشر وترجوها، لتأنس بها من الوحشة، وتقوى بها عند الوحدة، وتكون قرة عين لها في الدنيا والآخرة، ولذلك طلبها إبراهيم الخليل عليه وعلى نبينا الصلاة السلام، وطلبها نبي الله زكريا عليه السلام من ربه، وأثنى الله سبحانه وتعالى على عباده الصالحين، فقال عز وجل عن صفات عباد الرحمن كما جاء فى سورة الفرقان ” والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما” فالأولاد نعمة إلهية، وهبة ربانيه، فهم زنية الحياة الدنيا، فلابد من شكر الله عز وجل على نعمة الأولاد، وإنه شتان شتان بين تنظيم النسل وبين تحديد النسل، فتنظيم النسل مشروع، وتحديد النسل محرم إلا لضرورة.

 

وتنظيم النسل مباح، ومنع النسل بالكلية محرم إلا لضرورة، وتنظيم النسل جائز لفعل الصحابة الأخيار الأطهار رضوان الله تعالى عليهم أجمعين حيث كانوا يعزلون والقرآن الكريم ينزل وما نهاهم نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم فلا مانع من ذلك إذا اتفق عليه الزوجان، ولم يضر الزوجة، وإن تنظيم النسل هو عبارة عن تنظيم عملية الإنجاب باتباع وسائل معينة بحيث تكون هناك مدة بين مولود وآخر، وقال ابن القيم رحمه الله ” ولما كان الزنا من أمهات الجرائم وكبائر المعاصى، لما فيه اختلاط الأنساب الذى يبطل معه التعارف والتناصر على إحياء الدين وفى هذا هلاك الحرث والنسل، فشاكل فى معانيه أو أكثرها القتل، الذى فيه هلاك ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى