مقال

نفحات إيمانية ومع كلام سيد الآنام ” جزء 3″

نفحات إيمانية ومع كلام سيد الآنام ” جزء 3″

بقلم / محمـــد الدكــــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث مع كلام سيد الآنام، وأن الله افترض طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وحتم على الناس اتباع أمره، وأما في الحديث النبوي الشريف، فهناك طائفة كبيرة من الأحاديث الثابتة التي تصرّح بمكانة السنة في الشريعة، فمنها ما رواه البخاري قال عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ” كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى” قالوا يا رسول الله، من يأبى؟ قال صلى الله عليه وسلم “من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى” وروى أبو داود والترمذي وابن ماجه والدارمي عن العرباض بن سارية قال “وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون.

 

فقلنا يا رسول الله، كأنها موعظة مودع فأوصنا، قال صلى الله عليه وسلم “أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة” وروى الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه والدارمي وابن حبان عن المقداد بن معد يكرب قال” أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” ألا إني أوتيت الكتاب وما يعدله ويوشك بشبعان على أريكته يقول بيننا وبينهم هذا الكتاب، فما كان فيه من حلال أحللناه وما كان فيه من حرام حرمناه، وإنه ليس كذلك”

 

ومن ذلك أيضا ما أخرجه البخاري عن أبي موسى الأشعري قال” أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “إنما مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قوما فقال يا قوم إني رأيت الجيش بعيني وإني أنا النذير العريان فالنجاء فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا فانطلقوا على مهلهم فنجوا وكذبت طائفة منهم فأصبحوا مكانهم فصبحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم فذلك مثل من أطاعني فاتبع ما جئت به ومثل من عصاني وكذب بما جئت به من الحق” وما أخرجه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه وابن حبان وابن خزيمة وأحمد والحاكم وغيرهم عن عدد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ومنهم أبو ذر وأبو هريرة وعبد الله بن عمر “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

قال ” من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله” وقد أجمع الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين وسائر علماء المسلمين من بعدهم على حجية السنة النبوية ووجوب التمسك بها، ونقل هذا الإجماع الإمام الشافعي فقال” أجمع الناس على ان من استبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يكن له أن يدعها لقول أحد من الناس، وقال ابن تيمية ” وليعلم أنه ليس أحد من الأئمة المقبولين عند الأمة قبولا عاما ويتعمد مخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء من سنته دقيق ولا جليل، فإنهم متفقون اتفاقا يقينيا على وجوب اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى أن كل أحد من الناس يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

وأما عن الحديث القدسي فهو ما رواه النبي صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل، أو هو كل حديث يضيف فيه النبي صلى الله عليه وسلم قولا إلى الله تعالى، وقد يكون بأي كيفية من كيفيات الوحي، كرؤيا النوم، والإلقاء في الروع، وعلى لسان الملك، أو من وراء حجاب، أو تكليما مباشرا، وقد يأتي في الحديث بعبارات مثل ” قال الله تعالى” أو ” يرويه عن ربه تبارك وتعالى” أو ” إن روح القدس نفث في روعي ” وهو كلام الله تعالى بالمعنى واللفظ للرسول صلى الله عليه وسلم، وقد قال الشريف الجرجاني ” الحديث القدسي هو من حيث المعنى من عند الله تعالى ومن حيث اللفظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو ما أخبر الله تعالى به نبيه بإلهام أو بالمنام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى