مقال

نفحات إيمانية ومع الرسول الكريم فى ذكري مولدة ” جزء 3″ 

نفحات إيمانية ومع الرسول الكريم فى ذكري مولدة ” جزء 3″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث مع الرسول الكريم فى ذكري مولدة، وإن من اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بشأن الضعفاء أن امرأة سوداء كانت تقم المسجد، ففقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأل عنها، فقالوا، ماتت، فقال صلى الله عليه وسلم ” أفلا كنتم آذنتموني ” فكأنهم صغروا أمرها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” دلونى على قبرها” فدلوه، فصلى عليها، رواه البخاري ومسلم، فنحن جميعا نحتاج إلى رحمة الله تعالى، وأحوج الناس إلى الرحمة هم العصاة والمذنبون، ولكنهم يحتاجون إلى رحمة التوجيه والهداية لطاعة الله، فإن الإسلام رحمة، والهداية والالتزام رحمة، وهناك أمم تنتظر منك أن تدلهم عليها، وأن تهديهم بإذن الله إليها، وأن تأخذ بمجامع قلوبهم إلى الله.

 

فتحببهم في طاعة الله ومرضاته، فقال صلى الله عليه وسلم ” أنا رحمة مُهداة ” فالرحمة أفضل ما تكون بالدلالة على الخير، فكم من أناس هُدوا إلى سواء السبيل، ودُلوا إلى المَعلم والدليل، فأصابوا رحمة الله العظيم الجليل، ولقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الجنة فتحت أبوابها لإمرأة بغي من بغايا بني إسرائيل، لمجرد أنها سقت كلب عطشان، فأخرج مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة بسنده إلى أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” إن امرأة بغى رأت كلب، في يوم حار، يطيف ببئر قد أدلع لسانه من العطش، فنزعت له بموقها، أي استقت له بخفها، فغفر لها” فمن رحمة النبي صلى الله عليه وسلم مع بعض أخطاء الغير، فيحكي خوّات بن جُبير عن نفسه.

 

فيقول‏‏ نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مر الظهران‏،‏ قال‏‏ فخرجت من خبائي، فإذا أنا بنسوة يتحدثن فأعجبنني، فرجعت فاستخرجت حلة فلبستها، وجئت فجلست معهن، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبة، فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم هبته واختلطت، وقلت‏: يا رسول الله، جمل لي شرد، فأنا أبتغي له قيدا‏،‏ ومضى فاتبعته، فألقى إليّ رداءه، ودخل الأراك فقضى حاجته وتوضأ، فأقبل والماء يسيل على صدره من لحيته‏،‏ فقال‏ “أبا عبدالله، ما فعل ذلك الجمل‏‏؟” وارتحلنا، فجعل لا يلحقني في المسير إلا قال‏ “السلام عليك أبا عبدالله، ما فعل شراد ذلك الجمل‏‏‏؟”‏ فلما طال ذلك عليّ أتيت المسجد، فقمت أصلي، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعض حجره‏.

 

فجاء فصلى ركعتين، فطولت رجاء أن يذهب ويدعني،‏ فقال‏ “‏أبا عبدالله، طوّل ما شئت أن تطوّل، فلست بمنصرف حتى تنصرف‏” فقلت في نفسي‏ والله لأعتذرن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأبرئن صدره‏،‏ فلما انصرفت، قال‏ “‏السلام عليك أبا عبدالله، ما فعل شراد ذلك الجمل‏‏‏؟” قلت‏‏ والذي بعثك بالحق، ما شرد ذلك الجمل منذ أسلمت،‏ فقال‏‏ ‏”‏يرحمك الله” ثلاثا، ثم لم يعد لشيء مما كان‏، فلقد غفر الله عز وجل لبغي ذنوبها بسبب ما فعلته من سقي كلب، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن النار فتحت أبوابها لامرأة حبست هرّة لا هي أطعمتها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “عُذبت امرأة في هرّة لم تطعمها، ولم تسقها، ولم تتركها تأكل من خشاش الأرض” رواه البخاري ومسلم.

 

وقد حرّم الإسلام تعذيب الحيوان، ولعن المخالفين على مخالفتهم، فقد روى مسلم بسنده إلى ابن عباس رضى الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم مرّ على حمار قد وُسم في وجهه، فقال “لعن الله الذي وسمه” وفي رواية له “نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الضرب في الوجه، وعن الوسم في الوجه” وقد حرّمت الشريعة الإسلامية تصبير البهائم، أي أن تحبس لترمى حتى تموت، كما حرّمت المثلة وهي قطع أطراف الحيوان فقد روي عن ابن عمر أنه قال “نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن أن تصبر بهيمة أو غيرها للقتل” رواه أحمد، وعن بن عمر أنه قال “لعن النبي صلى الله عليه وسلم مَن مثل بالحيوان” رواه البخارى ومسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى