مقال

نفحات إيمانية ومع أهمية مكارم الأخلاق ” جزء 10″

نفحات إيمانية ومع أهمية مكارم الأخلاق ” جزء 10″

بقلم / محمـــد الدكـــروى

 

ونكمل الجزء العاشر مع أهمية مكارم الأخلاق، وكذلك من مكارم الأخلاق هى الرحمة وهى إيصال الخير إلى الآخرين وبها تتمثل رقة القلب، ولها صور عدة في تطبيقها، منها رحمة الأب بابنه، فهذه الرحمة متمثلة بالحزم والحب، وذلك حين يكره ابنه على التأدب بالعلم والأدب، وأيضا رحمة الشريعة الإسلامية بالعباد، وذلك بعدم تكليفهم ما لا يطيقون وكذلك رحمة المسلم بمن تحت يده من الخدم والموظفين، وإن من مكارم الأخلاق أيضا هو الحياء وهى الصفة التي يعرف بها الصالحين والصادقين، وبها ضمانة عدم انتشار المعاصي في المجتمع الإسلامي، وله عدة أقسام، منها الحياء من المعصية وتكون من العبد حين يرتكب ذنبا ما.

 

وحياء الحشمة وبها يندفع الإنسان لأن يحتشم عن أعين الناس، سواء حشمة اللباس أو غيرها إذ تأنف النفوس أن يصدر منها ما هو مشين، وأيضا من صور الحياء، هو الحياء من أهل العلم والفضل والمعرفة، وأيضا الحياء من النظر لما لا يليق من المشاهد، وكذلك حياء الإنسان من نفسه، فلا يقبل على نفسه فعل ما لا يليق به، وإن من مكارم الأخلاق أيضا هى المروءة، وإن المروءة هي التزام المسلم فعل الحسن من الأقوال والأفعال وتجنب ما لا يليق به، وهي الباب الرئيسي للتخلق بالأخلاق الحسنة، وإن من صور المروءة هو التزام آداب الطريق من أدقها لأجلها، كالتزام المشي المتزن في الطريق، وكذلك مراعاة أدب الكلام، وضبط النفس في مواطن الغضب.

 

وحتى في مواطن الفرح الشديد الوفاء وإن الوفاء هو خلق حثت عليه النصوص القرآنية، فمجال هذا الخلق ليس منحصر بالتعاملات الإنسانية، بل يتعدى بتعامل الإنسان مع ما حوله من البيئة المحيطة به، ففي هذا الخلق دلالة على كرم نفس صاحبها، وسمو مشاعرهم، وتتشعب مجالات الوفاء في حياة الإنسان، فمن صور هذا الخلق الكريم، هو وفاء الإنسان في أداء واجب شكر والديه على ما قدماه له، ووفاء الإنسان مع معلمه الذي علمه، ووفاء الإنسان في تعاملاته اليومية من البيع والشراء، ووفاء الإنسان بالعقود، وأيضا من مكارم الأخلاق هو الرضا، وهو قبول الأمور ورؤيتها بعين الرضا، ويعدّ هذا الخلق الكريم هو صمام الأمان.

 

لئلا ينزلق الإنسان في مهاوي السخط من القضاء القدر، وإن من صور الرضا، هو الرضا بالنعم المنعم بها عليه، فالرضا باب لشكر الله حق الشكر، والرضا بما قسمه الله له من نصيب الخير في الدنيا، الرضا بما يصيبه من أمراض وأوجاع، مع أخذ الأسباب للشفاء، ولقد نشأ النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من أول أمره إلى آخر لحظة من لحظات حياته متحليا بكل خلق كريم، مبتعدا عن كل وصف ذميم، فهو أعلم الناس وأفصحهم لسانا، يُضرب به المثل في الأمانة والصدق، أدبه الله فأحسن تأديبه، فكان أرجح الناس عقلا، وأكثرهم أدبا، وأوفرهم حلما، وأصدقهم حديثا، وأكثرهم حياء، وأوسعهم رحمة وشفقة، وأكرمهم نفسا، وأعلاهم منزلة.

 

وبالجملة فكل خلق محمود يليق بالإنسان فله صلى الله عليه وسلم منه القسط الأكبر، والحظ الأوفر، وكل وصف مذموم فهو صلى الله عليه وسلم أسلم الناس منه، وأبعدهم عنه، شهد له صلى الله عليه وسلم بذلك القاصي والداني، والعدو والصديق، فهو بحق الرسول المصطفى والنبي المجتبى صلى الله عليه وسلم الذي قال عن نفسه ” إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم” رواه البخاري، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الحديث الشريف”إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله، إلا موضع لبنة من زاوية، فجعل الناس يطوفون ويعجبون له ويقولون هلا وُضعت هذه اللبنة؟ قال صلى الله عليه وسلم فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين ” رواه البخاري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى