مقال

أنتبه….أنه التأخر الدراسي….

أنتبه….أنه التأخر الدراسي….
بقلم د.فاطمة المساوى
يعبر التأخر الدراسي عن أحد المشكلات والاضطرابات النفسية الشائعة في مرحلة الطفولة والمراهقة وتأثيرها على مرحلة النضج والرشد وفي كل أمور الحياة ،لنا ان نتسائل ؛ ماذا يعني هذا التأخر؟ نجيب ؛ هو عجز قدرة الطفل عن التعبير عما يدور حوله ،وان سبب هذا العجز يرجع لعدة أمور منها القلق وعدم الإحساس بالامان وانعدام الاستقرار العاطفي من الوالدين إلى الطفل ، بما يظهر عنه الخوف الذي ينعكس على التوافق النفسي للطفل مع بيئته مما يؤدي بدوره عن تعطيل الكثير من القدرات الإنمائية في هذه المرحلة الأولى من تكوينه ، مما تتضح في شكل سلوكيات سلبية في مرحلة المراهقة ، وعدم القدرة على اكتساب مهارات وخبرات التعلم من المعلم إلى المتعلم في مرحلة الإبتدائية ، وهنا يأتي دور الأخصائي الاجتماعي والنفسي في ملاحظة وتسجيل التلاميذ الذين يعانون من التأخر الدراسي ، و محاولة التواصل مع الوالدين لمناقشة حالة التلميذ ودورهم في متابعة حالة طفلهم وامدادهم بالمعلومات والخبرات والمهارات اللازمة للمشاركة في وضع خطه علاجيه تنموية يمكن من خلالها مساعدة هذا الابن على تخطي هذه المرحلة ، وان يستطيع التعلم واكتساب الخبرات وان يشعر بالتوفيق في حياته العملية والعلمية ،وتعريف الوالدين بالتاثيرات السلبية للتأخر الدراسي على حياة ابنهم وعلى جميع مراحل حياته وشعوره بالخوف من المستقبل وتشاركه طرق التنشئة الخاطئة باستخدام العقاب البدني واللفظي والتهديد والقسوة والإهمال في المعاملة بالمنزل أو امام الآخرين من الوالدين لطفلهم ، ولهذا لابد أن نتعرف على أهمية التواصل اللفظي وغير اللفظي بين الوالدين وطفلهم منذ لحظة الميلاد لأنه مرتبط بنمو التفكير والإدراك والاحساس بالحب بما يحقق التوافق الأسري و الإجتماعي ، أيضا يمكن أن نتحدث عن مشكلات التغذية وتاثيرها على الصحة الجسمية والعقلية والنفسية للطفل ومدى فاعليتها حيث تتضح فيما بعد في نسبة ذكائه وإدراكه لطبيعة المرحلة التعليمية التي يمر بها من قدرته النمائية في اكتساب مهارات وخبرات التعلم من الوالدين أو الوسائل الإعلامية المختلفة ، مما يكون لها مردود على نشاطه العام وحيويته او الانطواء والاكتئاب وعدم القدرة علي الثبات والإصرار على النجاح فيما بعد ، وهذا يمكننا من أهمية طريقة ونوع وموعد وتدرج تناول غذاء الطفل من الام منذ لحظة الميلاد حتى وصل إلى المرحلة الابتدائية او المرحلة التي أكتشف فيها التأخر الدراسي ، وبالتالي تنمية قدرة الطفل على القراءة باستخدام جميع الحواس البصرية والصوتية وقياس مساحة التركيز ومدته ،القدرة والمهارة على الكتابة بشكل مختصر ومفيد ،وتنمية مهاراته على القراءة أو الرسم والفنون المختلفة او كتابة قصه ، يمكن أن نقول الحل هنا هو التدريب على حل اسئلة وتدريبات الكتاب المدرسي والمشاركة في الأنشطة الفنية المختلفة بالمدرسة بمساعدة الوالدين والمدرس ، حتى يعتمد الطفل على نفسه لتحقيق ذاته وتحمل المسؤولية تجاه نفسه والآخرين مع متابعة الأخصائي الاجتماعي والنفسي، وايضا قد يعتقد البعض أن الكتابة في ورق خارجي او استخدام وسائل تعليمية تعتمد على كل الحواس هذا تضييع للوقت بدون فائده، هذا غير صحيح ،لأن التذكر ينمى باستخدام مشاركة إيجابية بين قدرات ومهارات جميع الحواس مع التحفيز الذاتي والاسري والاجتماعي والمدرسي ، اذا نستطيع أن نتخطى التأخر الدراسي ،ولهذا لابد أن توقع الأمور السيئة أسوأ من حدوثها ،كما أن انتظار الأمور المبهجة قد تكون أجمل منها ،وبهذا ابشروا بالخير تجدوه، توقعوا لابنائكم الافضل دائما وساعدوهم في الوصول اليه ،خذني ،دربني، كن حازما معي ،وسوف أجلب لك العالم وأضعه بين يديك .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى