مقال

نفحات إيمانية ومع مكارم الأخلاق فى الحياة ” جزء 4″

نفحات إيمانية ومع مكارم الأخلاق فى الحياة ” جزء 4″

بقلم / محمـــد الدكـــروى

 

ونكمل الجزء الرابع مع مكارم الأخلاق فى الحياة، فلا بأس في الأشياء الحسية الدنيوية أن تخشى اللصوص فتغلق بابك أو تجعل عليه حراسة خوفا من شرهم كما قال تعالى عن موسى عليه السلام” فخرج منها خائف يترقب” أى خرج من مصر خائفا يترقب من شر الفراعنة وهذا من الأسباب الحسية التي شرعها الله لعباده، وهكذا قول الله سبحانه وتعالى” فاستغاثه الذى من شيعته على الذى من عدوه” والمعنى أنه استغاثه الإسرائيلي على القبطي فأغاثه نبى الله موسى عليه السلام لأنه حي موجود قادر على المطلوب، فإذا قلت لصاحبك يا فلان أعني على إصلاح سيارتي، وهو حاضر يسمعك فلا بأس بذلك فليس هذا من العبادة.

 

وهكذا لو قلت يا أخي أقرضني كذا وكذا من المال أو ساعدني على بناء هذا البيت وهو من خواص إخوانك القادرين تطلب منه المساعدة في شيء يقدر، عليه فهذا ليس من العبادة أيضا ولا بأس به في الحدود الشرعية، أما أن تأتي لميت فتقول يا فلان أو يا سيدي فلان انصرني أو اشف مريضي أو نحو ذلك فهذا شرك أكبر، أو تطلب من الجن أن يغيثوك ويمنعوك من عدوك، أو تطلب من الملائكة أو من الأنبياء الذين قد ماتوا فهذا من الشرك الأكبر، أو تدعو الشمس أو القمر أو النجوم وتسألها النصر أو الغوث على الأعداء وما أشبه ذلك فكل هذا من الشرك الأكبر المخالف لما بينه الله تعالى في قوله سبحانه وتعالى ” إياك نعبد وإياك نستعين”

 

وهذا هو توحيد الله تعالى وهذا هو الخلق العظيم خلق الرسل وأتباعهم توحيد الله والإخلاص له دون كل ما سواه سبحانه وتعالى، وهكذا طلب الهداية تطلب من ربك الهداية فأنت في حاجة إلى الهداية ولو كنت أتقى الناس ولو كنت أعلم الناس، أنت في حاجة إلى الهداية حتى تموت ولهذا علمنا سبحانه وتعالى في الفاتحة أن نقول في كل ركعة “اهدنا الصراط المستقيم ” في اليوم والليلة سبع عشرة مرة في الفريضة غير النافلة ” اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ” وكان النبي صلى الله عليه وسلم وهو أعلم الناس وأكمل الناس هداية صلى الله عليه وسلم ومع هذا يقول في استفتاحه في الصلاة.

 

” اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراطك المستقيم” فهو صلى الله عليه وسلم يطلب من ربه الهداية وهو سيد ولد آدم قد هداه الله وأعطاه كل خير، ومع هذا يطلب صلى الله عليه وسلم من ربه الهداية فإننا كلنا في حاجة إلى الهداية العالم والمتعلم والعامة والخاصة والرجال والنساء كلنا في حاجة إلى الهداية ولهذا شرع الله تعالى لنا أن نقول” اهدنا الصراط المستقيم” وإن المعنى دلنا على الخير وأرشدنا إليه وثبتنا عليه، والصراط المستقيم هو دين الله عز وجل وهو القرآن والسنة.

 

ويعني ما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فهذا هو الصراط المستقيم وهو الإسلام وهو الإيمان والبر والتقى وهو دين الله، وتطلب من ربك الهداية لهذا الصراط أن تستقيم عليه وأن يثبتك عليه حتى تموت وأنت على هذا الصراط وهو صراط المنعم عليهم من الرسل وأتباعهم وهو الصراط الذي استقاموا عليه وساروا عليه فقال تعالى ” ومن يطع الله ورسوله فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا” ثم يقول الله تعالى ” غير المغضوب عليهم ولا الضالين” والمعنى أنك تسأله أن يجنبك طريق هؤلاء المغضوب عليهم والضالين، والمغضوب عليهم هم الذين عرفوا الحق ولم يعملوا به وهم اليهود وأشباههم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى