مقال

الدكروري يكتب عن واإسلاماه في رمضان

جريدة الأضواء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الخميس الموافق 14 مارس 2024

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، لا عزّ إلا في طاعته، ولا سعادة إلا في رضاه، ولا نعيم إلا في ذكره، الذي إذا أطيع شكر، وإذا عُصي تاب وغفر، والذي إذا دُعي أجاب، وإذا استُعيذ به أعاذ، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير عن شهر رمضان المبارك، وكان من إنتصارات شهر رمضان هى معركة عين جالوت، حيث انتصر المسلمين على التتار، بين المسلمين بقيادة سيف الدين قطز والمغول، وذلك فى عهد الدولة المملوكية قد استطاع سيف الدين قطز، والظاهر بيبرس، صد الغزو المغولى الذى اجتاح أجزاء واسعة من العالم الإسلامي في معركة عين جالوت قرب الناصرة. 

فكانت واحدة من أهم وأشهر المعارك الإسلامية، وفى شهر رمضان من عام ستمائة وثمانية وخمسين من الهجرة، خرج سيف الدين قطز من مصر على رأس الجيوش المصرية، ومن انضم إليه من الجنود الشاميين وغيرهم، وترك نائبا عنه فى مصر هو الأتابك فارس الدين أقطاى المستعرب، وأمر الأمير بيبرس البندقدارى، أن يتقدم بطليعة من الجنود، ليكشف أخبار المغول، فسار حتى لقى طلائع لهم في غزة، فاشتبك معهم، وألحق بهم هزيمة كان لها أثر فى نفوس جنوده، وأزالت الهيبةَ من نفوسهم، ثم تقدم السلطان قطز بجيوشه إلى غزة، فأقام بها يوما واحدا، ثم رحل عن طريق الساحل إلى عكا، وكانت لا تزال تحت سيطرة الصليبيين، فعرضوا عليه مساعدتهم، لكنه رفض، واكتفى منهم بالوقوف على الحياد. 

وإلا قاتلهم قبل أن يقابل المغول، ثم وافى السلطان قطز، الأمير بيبرس، عند عين جالوت، بين بيسان، ونابلس، وكان الجيش المغولى يقوده كيتوبوقا، أو كتبغا بعد أن غادر هولاكو الشام إلى بلاده للاشتراك فى اختيار خاقان جديد للمغول، وجمع القائد الجديد قواته التى كانت قد تفرقت ببلاد الشام فى جيش موحد، وعسكر بهم في عين جالوت، وما كاد يشرق صباح يوم الجمعة يوم الخامس والعشرين من رمضان عام ستمائة وثمانى وخمسين حتى اشتبك الفريقان، وانقضت قوات المغول كالموج الهائل، على طلائع الجيوش المصرية حتى تحقق نصر خاطف، وتمكنت بالفعل من تشتيت ميسرة الجيش، غير أن السلطان قطز، ثبت كالجبال، وصرخ بأعلى صوته واإسلاماه، فعمت صرخته أرجاء المكان. 

وتوافدت حوله قواته، وانقضوا على الجيش المغولى الذى فوجئ بهذا الثبات والصبر فى القتال، وهو الذى اعتاد على النصر الخاطف، فانهارت عزائمه، وارتد مذعورا لا يكاد يصدق ما يجرى فى ميدان القتال، وفروا هاربين إلى التلال المجاورة بعد أن رأوا قائدهم كيتوبوقا يسقط صريعا فى أرض المعركة، ولم يكتف المسلمون بهذا النصر، بل تتبعوا الفلول الهاربة من جيش المغول التى تجمعت في بيسان القريبة من عين جالوت، واشتبكوا معها فى لقاء حاسم، واشتدت وطأة القتال، وتأرجح النصر، وعاد السلطان قطز يصيح صيحة عظيمة سمعها معظم جيشه وهو يقول واإسلاماه، وعاد السلطان قطز يصيح صيحة عظيمة سمعها معظم جيشه وهو يقول واإسلاماه، ثلاث مرات، ويتضرع إلى الله قائلا. 

“يا الله انصر عبدك قطز” وما هي إلا ساعة حتى مالت كفة النصر إلى المسلمين، وانتهى الأمر بهزيمة مدوية للمغول لأول مرة منذ جنكيز خان، ثم نزل السلطان عن جواده، ومرّغ وجهه على أرض المعركة وقبّلها، وصلى ركعتين شكرا لله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى