مقال

حديث الصباح….

حديث الصباح….

 

أشرف عمر

 

وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ

 

قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ :

 

*{ لمَّا خلق اللَّهُ الخلقَ ، كَتبَ في كتابِهِ فَهوَ عندَهُ فوقَ العرشِ ، إنَّ رَحمتي سبقَت غضَبي }.*

 

رَوَاهُ البخاري ومسلم.

 

*شرح الحديث:*

 يقول النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «إنَّ اللهَ كَتَب كتابًا قبلَ أن يَخلُقَ الخَلْقَ»، أي: إنَّ اللهَ تعالى كَتَب المقادِيرَ قبلَ أن يَخْلُقَ الخلقَ، ومِمَّا كَتَب سبحانه وتعالى وهو عندَه فوقَ العَرْش: أنَّ رحمتَه تعالى سَبَقَتْ غَضَبَه؛ فهو سبحانه وتعالى الغَفُور الرَّحِيم، فكانتْ رحمتُه أسبقَ لعبادِه مِن الغَضَبِ؛ فهو قد ابْتَدَأَ خَلْقَه بالنِّعمَة بإخراجِهم مِن العَدَمِ إلى الوُجُودِ، وبَسَطَ لهم- مِن رحمتِه- في قلوبِ الأَبَوَيْنِ على الأبناءِ مِنَ الصَّبرِ على تَرْبِيَتِهم، ومِن رحمتِه تعالى السابقةِ أنَّه يَرزُق الكُفَّارَ ويُنعِّمهم، ويَدْفَع عنهم الآلامَ، ثُمَّ رُبَّما أَدْخَلَهم الإسلامَ- رحمةً منه لهم- وقد بَلَغوا مِن التمرُّد عليه والخَلْعِ لرُبوبِيَّتِه غاياتٍ تُغضِبُه، فتَغلِب رحمتُه ويُدخِلهم- بعد إسلامِهم- جَنَّتَه، ومَن لم يَتُبْ عليه حتَّى توفَّاه فقد رَحِمَه مُدَّةَ عُمرِه بِتَرَاخِي عُقوبتِه عنه، وقد كان له ألَّا يُمْهِلَه بالعقوبةِ ساعةَ كُفرِه به ومعصيتِه له، لكنَّه أَمْهَلَه رحمةً له، فكلُّ ذلك مِن شَوَاهِدِ سَبْقِ رحمتِه تعالى لغَضَبِه، ومع هذا فإنَّ رحمةَ الله أكثرُ مِن أن يُحِيطَ بها وصْفٌ.

 

*صبحكم الله بكل خير وصحة وسعادة وبركة في العمر والرزق وطاعة وحسن عبادة.*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى