مقال

عبير سعيد تكتب عن قلوب في العناية المركزة.

عبير سعيد تكتب عن قلوب في العناية المركزة.

 

بقلم / عبير سعيد

 

يقول نزار قباني :

‏”و إذا دخلتُم القلوب فأحسنوا سُكناها..فإن خرابَها ليس بهيَّن.”

 

مهما بلغ حجم الخراب من حولنا .. فلم يضرنا مثل خراب القلوب

لقد فقد المجتمع … الكثير من معاني التعاطف الإنساني .. فتجد معظم الناس مشغولين في الدنيا بأنفسهم وهمومهم ومشاكلهم

أنتشرت قسوة القلب … بسبب أغشية الجهل …. والذنوب التي تتراكم على القلب… وذهب اللين والرحمة والخشوع من الإنسان

 

أصيبت القلوب بأمراض متعددة …. ليست كلها عضوية بل منها أمراض باطنية تسري بداخل بعض البشر وتدمر جذورها وتحولها إلي بشر قبيحة من باطنها حتي وإن ظهرت بصورة أفضل

 

تلك الأمراض تحول القلوب الى بيت مظلم … وتحوله من قلب سليم معافي الى قلب مريض أو ميت … عدة أسئلة تدور بخاطري !

كيف نعيد الحياة لضمير ميت ؟

ومن أين جاءت قسوة القلوب ؟

وكيف أصبحت القلوب لا تتراحم ولا ترأف ببعضها ؟

وأين الخلل؟

 

نجد كل إنسان بالرغم من كبر همومه … يحتاج الى دعم نفسي … ويحتاج شخص يرتكز عليه .. ليفضفض عما يدور في باله وقلبه … فإذا لم يجد من يكلمه بحث مضطراً عما يكلمه … فالمواقف في حياتنا كالعواصف تهب .. . فيتساقط على أثرها أوراق … وتتكشف أقنعة وضمائر

 

عزيزي القارئ … إجعل من نفسك حالة إستثنائية جميلة ورائعة لكل أشكال الظلم والقبح من حولك ….. فالإنسان الخلوق والكريم لا يندم أبدا على العطاء … ولا ينتظر المقابل … ولكنه يتألم عندما يكتشف بأن عطاءه ذهب إلى من لا يستحقه ,…. ومن الصعب أن تغلق أفواه الآخرين … ولكن من السهل أن لا تشغل نفسك وفكرك بالإستماع لهم … كما أن الأيام والسنين ستدور ولن تتوقف من أجل عين حزينة …. ولكننا سنكبر وننسي خيباتنا الصغيرة

 

وقد لجأ البعض إلي أن يكلم الحيوانات لأنها لا تجادل بل تستمع فقط وأن كثيرآ من الحيوانات الأليفة تفهم أصحابها وتحس بآلامهم … فليست البطولة أن يحمل الإنسان سيفآ ويحارب … ولكن البطولة الحقيقية أن يحمل الإنسان ضميراً حياً نابضاً للخير

 

عزيزي القارئ … لا تحكم على شخص وكأنك تعلم عن حياته كل شئ …. فبعض العيون تبكي دون دموع من ألم الحياة وشدتها … وبعض القلوب محطمة دون أن تشكي … فإحترم صمت غيرك ….

 

عزيزي القارئ … أعلم أن الضمير مثل الشمعة في قلب كل إنسان إن أشعلتها ستتألم قليلا من حرارتها … لكنها ستنير لك طريقك الصحيح …. لقد قال إبن القيم :

القلب يمرض كما يمرض البدن …. ولكن شفاؤه في التوبة والحمية

 

ويصدأ كما تصدأ المرآة … ولكن جلاؤه بالذكر

ويعري كما يعري الجسم … ولكن زينته التقوى

ويجوع ويظمأ كما يجوع البدن … ولكن طعامه وشرابه المعرفة والمحبة والتوكل ….

فالكلمات تشبه المفاتيح … لو إستخدمتها بشكل صحيح تغلق بها فم أو تفتح بها قلب

 

عزيزي القارئ كن ذاتك … كن قويآ لأجلك وكن مختلفآ … فالعالم لا يحتاج المزيد من النسخ … كن إنساناً كما أنت لأنك رائع كما أنت….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى