مقال

نفحات إيمانية ومع الأسرة ودورها فى توجية الأبناء ” جزء 4″

نفحات إيمانية ومع الأسرة ودورها فى توجية الأبناء ” جزء 4″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع مع الأسرة ودورها فى توجية الأبناء، إذن هناك أخطاء وسلوكيات تربوية يقع فيها الآباء تؤدي في النهاية إلى تكوين شخصية سلبية لدى الطفل، كالإهانة، وعدم احترام عقلية الطفل، والمزيد من التقييد والانتقاد اللاذع، وغيرها من السلوكيات السلبية التي تؤثر في نفسية الطفل، وبالتالي لا بد أن نعلم أن تكوين الصفة الإيجابية لا يتحقق في الطفل إلا إذا كان لديه تقدير ذاتي مرتفع وإدراك لذاته بشكل كبير، وأيضا ارتفاع الثقة بالنفس، فإذا كان الآباء دائما يقومون بانتقاد هذا الطفل بسبب أو بدون سبب وإعطائه مزيدا من الإحباط وغيرها من الأشياء السلبية التي يترجمها الطفل في هيئة رسائل قصيرة سلبية كثيرة معناها أنت لا تصلح، أنت غير جيد، أنت طفل سيء، وهكذا.

 

وعندما نتحدث عن العوامل التي تساعد في بناء شخصية إيجابية للطفل منذ الصغر لا نستطيع أن نغفل دور المدرسة، ذلك المكون التربوي المهم الذي يعتبر شريكا للأسرة في هذا الأمر، وهذا الأمر لا بد أن يُعنى به المجال التربوي، والذي يجب أن يكون له اهتمام خاص ورعاية خاصة، فالطالب في صغره بمجرد التحاقه بالمدرسة يقوم بقضاء معظم وقته بداخلها، فهو يجلس الوقت الطويل في المدرسة أكثر من أي مكان آخر، إذن فالمدرسة هي المركز الأول لبرمجة هذا الطفل، فإذا كان هذا الطالب يتلقى في المدرسة برمجة إيجابية لا شك أن هذا سيؤثر على نفسيته وكيانه وشخصيته، وأما إذا كان يسمع الكلمات السلبية والنابية لا شك أن هذا سوف يحدث خدشا كبيرا في مجال هذه الشخصية.

 

لذا فالمدرس لا يتنبه إلى أنه أحيانا يستخدم بعض الألفاظ الجارحة أو الكلمات التي تؤثر في نفسية هذا الطفل ولو على المدى البعيد، فمثلا الطالب عندما يسمع أنت غبي، أنت لا تفهم، أنت لا تستطيع، أو كلمة هذا مستحيل، هذه الكلمات ستشكل بُعدا خطيرا على نفسية هذا الطالب مستقبلا سوف يعتمد على الآخرين لذا حتى إذا رأينا من الطفل سلوكا خاطئا كأن يسرق مثلا شيئا من صديقه فمن الخطأ أن نقول له أنت سارق لأن العقل الواعي سيرفض هذه الكلمة، لكن العقل اللاواعي سيتقبل هذه الكلمة مع التكرار فيقنعه أنه سارق، وبالتالي سيؤدي في النهاية إلى ممارسه هذا الأمر، كما أننا يجب أن نربي أطفالنا في المدارس على أن يتقبلوا كل شيء وأن نعمل على غرس الإيجابية.

 

في شخصية الطفل منذ صغره، وإن معظم العوامل التي تؤثر في بناء شخصية إيجابية للطفل هي سلاح ذو حدين، بمعنى أن المدرسة كما تؤثر تأثيرا إيجابيا في الطفل من الممكن أن يأتي تأثيرها عكسيا لأن المعلمين والطلاب الآخرين وأصدقاء الطفل في المدرسة يؤثرون بشكل مباشر في شخصية الطفل، فإذا أعطينا مساحة من الحرية للطفل في المنزل لكي يقوم ببناء شخصية إيجابية بالتالي يكون أقدر بالمحافظة على هذه الشخصية الإيجابية في المدرسة وأمام أصدقائه، كما أن المعاملة غير اللائقة التي قد يشهدها من بعض المدرسين، والتي لم يعتد عليها في المنزل تنعكس على شخصيته بالسلب، وبالتالي من الممكن أن تؤثر المدرسة بشكل كبير على شخصية الطفل.

 

سواء عن طريق الأصدقاء، أو معاملة المعلمين للطفل، وحتى يكون الطفل إيجابيا فلا بد أن تتوافر عدة أشياء منها أن يكون لدى الطفل توازن داخلي وخارجي بمعنى أن لديه القدرة على التحكم في عواطفه ونوباته العصبية كالغضب والفرح، وأن يعبر عن نفسه بطريقه مميزة، يعلم جيدا ما يريده، ويدرك جيدا ما يناسبه وما لا يناسبه، والطفل المتعاون، والطفل الذي من الممكن الاعتماد عليه في حل مشكلاته بمفرده، كما أنه أيضا هو الطفل الذي يتمتع بالمرونة في التعامل والفكر السليم، كل هذه المهارات الحياتية تؤكد على أن هذا الطفل إيجابي، وأن أي طفل يولد كصفحة بيضاء بل ناصعة البياض، وتنقسم سماته الشخصية فجزء منها هي جينات متوارثة من العائلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى