مقال

الغريبة أفضل من القريبة

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الغريبة أفضل من القريبة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الاثنين الموافق 22 يناير 2024

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبيه الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد إن صحبة الحبيب صلى الله عليه وسلم في الجنة هي من دلائل محبة المسلم للنبي صلى الله عليه وسلم حيث أنه يتمنى صحبته ليجاهد معه، ويذب عنه وينصره، فقال القاضي عياض ” ومن محبته صلى الله عليه وسلم هو نصرة سنته والذب عن شريعته وتمني حضور حياته فيبذل ماله ونفسه دونه ” وقال ابن حجر ” وقد ذهب جمهور العلماء إلى أن فضيلة الصحبة لا يعدلها عمل، لمشاهدة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما من اتفق له الذب عنه، والسبق إليه بالهجرة، أو النصرة، أو ضبط الشرع المتلقى عنه وتبليغه لمن بعده، فإنه لا يعدله أحد ممن يأتي بعده، لأنه ما من خصلة إلا وللذي سبق بها مثل أجر من عمل بها من بعده.

ظهر فضلهم ” وقال النووي وفضيلة الصحبة ولو لحظة لا يوازيها عمل، ولا تنال درجتها بشيء، والفضائل لا تؤخذ بالقياس، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ” فإذا كانت صحبته صلى الله عيه وسلم في الدنيا بهذا الشرف وهذه المنزلة، فكيف برفقته وصحبته صلى الله عليه وسلم في جنات النعيم؟ فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، أما بعد إن هناك قاعدة تقول أن الغريبة أفضل من القريبة فقد كانت العرب تقول “اغتربوا ولا تضووا” أي تزوجوا من الغرائب فإن القرائب يضوين الأولاد، فيخرجون ضعافا مرضى” ودليلنا على هذه من الطب والمشاهدة، أما الأطباء فيقولون أن الزواج من الأقارب يزيد من احتمالية ظهور الأمراض الوراثية في النسل والذرية.

وأما المشاهدة فقد رأينا كثيرا ممن تزوجوا قريباتهم وقد ابتلوا بنسل ضعيف مصاب في عقله أو في بنيته وجسده، ويقل ذلك بشكل ملحوظ عند من اغتربوا في الزواج، وقد قال الله عز وجل في سورة الحجرات ” يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا” فالزواج والمصاهرة من وسائل التعارف والتماسك بين المجتمعات، وهي وسيلة استخدمها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليوطد دعائم الود والأخوة كما في زواجه صلى الله عليه وسلم من السيدة عائشة والسيدة حفصة رضي الله عنهما، وليؤلف قلوب الناس ويجذبهم إلى الإسلام كما في السيدة صفية بنت حيي بن أخطب والسيدة جويرية بنت الحارث سيد بني المصطلق، وكما أن المترعرعة في بيئة الإيمان والتقى أفضل ممن نشأت بين الأوحال.

وهذه لا تحتاج إلى دليل، فإن النفس لتعاف أن تأكل حبة الفاكهة التي رويت شجرتها بماء آسن غير نظيف، وتحتقر الهدية التي قدمت إليها وقد غلفت بغلاف رث غير مرتب، فكذلك لا تنكح امرأة خرجت من أصل غير كريم من أسرة لا تصلي أو تشرب الخمور أو تأتي الفواحش، وهذا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال “تخيروا لنطفكم، وانكحوا الأكفاء، وأنكحوا إليهم” رواه ابن ماجه، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه بسنده ضعيف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “إياكم وخضراء الدمن” فقيل يا رسول الله، وما خضراء الدمن؟ قال “المرأة الحسناء في المنبت السوء” فاللهم إنا نسألك أن تجعلنا من الآمنين يوم الدين، وأن تغفر لنا ذنوبنا أجمعين، تجاوز عنا بحلمك يا حليم، وكفر عنا سيئاتنا يا غفور يا رحيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى