مقال

نفحات إيمانية ومع محمد الرحمة المهداة “جزء 6” 

نفحات إيمانية ومع محمد الرحمة المهداة “جزء 6”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء السادس مع محمد الرحمة المهداة، فهل استخدم النبي صلى الله عليه وسلم أسلوب طرح الأسئلة؟ وهذا الأسلوب من أعظم الوسائل التربوية في تحبيب العلم إلى الطلاب، ولكن ما هو هذا الأسلوب؟ فحينما كان النبي صلى الله عليه وسلم يلقي سؤالا على طلابه، ليحفزهم إلى التعلم، مثلا، فكان يقول صلى الله عليه وسلم “أتدرون من المفلس؟” فيسكت الصحابة ثم يتكلم بعضهم ويقول يا رسول الله المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، وهنا يبدأ النبي عليه الصلاة والسلام في توصيل المعلومة المستهدفة، فيقول ” المفلس يوم القيامة من يأتي وقد شتم هذا وسب هذا وسفك دم هذا وأخذ مال هذا” ثم يحكي النبي صلى الله عليه وسلم وذلك بطرح الأسئلة.

 

ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا، وأن الإنسان يكون حسن الأخلاق عندما تتطهر نفسه من الأخلاق السيئة، وتتحلى بالأخلاق الحسنة، وإن هناك عملان، وهما الطهارة، والزينة، وأن التلازم قائم بين الزينة والطهارة، إذ لا تكون الأولى حتى تكون الثانية، فلا يوجد الصدق إلا حيث ينتفي الكذب، فلا يوصف إنسان بالصدق إلا إذا انتفى الكذب من سلوكه، وقد كان فيما نقل الصحابة رضي الله عنهم، من شمائله صلى الله عليه وسلم ذكر بُعده عن الأخلاق السيئة، فهي جزء من السلوك السلبي الذي تكتمل به الصورة، فعن عبدالله بن عمرو رضى الله عنهما قال “لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا”

 

وعن السيدة عائشة رضى الله عنها قالت لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا ولا صخابا في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح، وهكذا عد كل من ابن عمر وعائشة رضي الله عنهما، الصفات السلبية، والتي هي في دائرة الامتناع عن الفعل من الشمائل، فقد امتنع صلى الله عليه وسلم عن الفحش والتفحش والصخب في الأسواق، بل إن القرآن الكريم نفى عنه صلى الله عليه وسلم الفظاظة وقسوة القلب فقال تعالى ” ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك” وقد كان من دعائه صلى الله عليه وسلم حين يفتتح صلاته قوله “اللهم اهدني لأحسن الأعمال وأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، وقني سيء الأعمال، وسيء الأخلاق، لا يقي سيئها إلا أنت”

 

وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم “اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء” وكان من خوف النبي صلى الله عليه وسلم على أمته، من الدجال، ومن الشرك الأصغر، ومن النساء، ومن الدنيا، ومن منافق عليم اللسان، ومن عمل قوم لوط، ومن اللسان، ومن رجل قرأ القرآن فانسلخ منه، ومن الأئمة المضلون، ومن الربا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” غير الدجال أخوفني عليكم، إن يخرج وأنا فيكم، فأنا حجيجه دونكم، وإن يخرج ولست فيكم، فامرؤ حجيج نفسه، والله خليفتي على كل مسلم” رواه مسلم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر” رواه أحمد.

 

وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال، قال رسول الله عليه وسلم “إن أخوف ما أخاف عليكم بعدي، كل منافق عليم اللسان” رواه الطبراني، وعن عبدالله بن زيد رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يا نعايا العرب، يا نعايا العرب، إن أخوف ما أخاف عليكم الزنا والشهوة الخفية” وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر وجلسنا حوله، فقال “إن مما أخاف عليكم ما يَفتح الله عليكم من زهرة الدنيا وزينتها” رواه البخاري ومسلم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن أخوف ما أخاف عليكم رجل قرأ القرآن حتى إذا رُئيت بهجته عليه، وكان ردءا للإسلام، وانسلخ منه، ونبذه وراء ظهره، وسعى على جاره بالسيف، ورماه بالشرك، قلت يا نبي الله، أيهما أولى بالشرك الرامي أو المرمي؟ قال “بل الرامي”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى