مقال

نفحات إيمانية ومع أنس بن الحارث الأسدى ” جزء 1″

نفحات إيمانية ومع أنس بن الحارث الأسدى ” جزء 1″

بقلم/ محمـــد الدكـــرورى

 

أنس بن الحارث الكاهلي الأسدي وهو من أصحاب النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ومن أصحاب الحسين بن علي بن أبي طالب رضى الله عنهما، وقد شارك في غزوة بدر وغزوة حنين، وشارك في واقعة الطف وقتل بها، وهى معركة كربلاء وتسمى أيضا واقعة الطف وهي ملحمة وقعت على ثلاثة أيام وختمت في العاشر من شهر محرم سنة واحد وستبن من الهجرة، والتى كانت بين الحسين بن علي بن أبي طالب ابن بنت النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، الذي أصبح المسلمون يطلقون عليه لقب سيد الشهداء، بعد انتهاء المعركة، ومعه أهل بيته وأصحابه، وبين جيش تابع ليزيد بن معاوية، وتعد واقعة الطف هى من أكثر المعارك جدلا في التاريخ الإسلامي.

 

فقد كان لنتائج وتفاصيل المعركة آثار سياسية ونفسية وعقائدية لا تزال موضع جدل إلى الفترة المعاصرة، حيث تعد هذه المعركة هى أبرز حادثة من بين سلسلة من الوقائع التي كان لها دور محوري في صياغة طبيعة العلاقة بين السنة والشيعة عبر التاريخ وأصبحت معركة كربلاء وتفاصيلها الدقيقة رمزا للشيعة ومن أهم مرتكزاتهم الثقافية وأصبح يوم العاشر من شهر محرم أو يوم عاشوراء، وهو يوم وقوع المعركة، رمزا من قبل الشيعة لثورة المظلوم على الظالم ويوم انتصار الدم على السيف، ورغم قلة أهمية هذه المعركة من الناحية العسكرية حيث اعتبرها البعض من محاولة قام بها الإمام الحسين بن على، إلا أن هذه المعركة تركت آثارا سياسية وفكرية ودينية هامة.

 

حيث أصبح شعار “يا لثارات الحسين” عاملا مركزيا في تبلور الثقافة الشيعية وأصبحت المعركة وتفاصيلها ونتائجها تمثل قيمة روحانية ذات معاني كبيرة لدى الشيعة، الذين يعتبرون معركة كربلاء ثورة سياسية ضد الظلم بينما أصبح مدفن الحسـين في كربلاء مكانا مقدساً لدى الشيعة يزوره مؤمنوهم، مع ما يرافق ذلك من ترديد لأدعية، خاصة أثناء كل زيارة لقبره، وقد أدى مقتل الإمام الحسين إلى نشوء سلسلة من المؤلفات الدينية والخطب والوعظ والأدعية الخاصة التي لها علاقة بحادثة مقتله وألفت عشرات المؤلفات لوصف حادثة مقتله، ويعتبر الشيعة معركة كربلاء قصة تحمل معاني كثيرة كالتضحية والحق والحرية، وأما عن أنس بن الحارث.

 

فهو أنس بن الحارث بن نبيه بن كاهل بن عمرو بن صعب بن أسد بن خزيمة الأسدي الكاهلي، وإن المتتبع لتاريخ الصحابة الكرام، رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، الذين صحبوا النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وأطاعوه، أو الذين صحبوا الإمام على بن أبى طالب رضى الله عنه، يجد الكثير منهم قد استمرت بهم الحياة إلى أن أدركوا إمامة أبنائهم رضوان الله تعالى عليهم، فوالوهم أيضا وأطاعوهم وامتثلوا لأوامرهم واعتقدوا بإمامتهم وكانوا لهم أعوانا وانصارا على الباطل، وذلك انطلاقا من قول الحق سبحانه وتعالى فى سورة النساء “يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم” وأيضا إلتزام بعضهم.

 

بوصية الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، حين نصب الإمام على بن أبى طالب رضى الله عنه، حين قال صلى الله عليه وسلم ” فمن كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهم وال من والاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله” ومن الأمثلة على هؤلاء الصحابة الكرام ومن الذين نصروا الإمام الحسين رضى الله عنه، في يوم كربلاء هو الصحابي الجليل أنس بن الحارث الكاهلى، وقد قال ابن منده عنه، عداده في أهل الكوفة، وقال البخارى، أنس بن الحارث قُتل مع الحسين بن علي، وفد سمع من النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وقال أنس بن الحارث رضى الله عنه، سمعت النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يقول”إن إبنى هذا، ويقصد الحسين، يقتل بأرض يقال لها كربلاء، فمن شهد ذلك منكم فلينصره”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى