مقال

نفحات إيمانية ومع الرّجّال بن عنفوة ” جزء 1″نفحات إيمانية ومع الرّجّال بن عنفوة ” جزء 1″

نفحات إيمانية ومع الرّجّال بن عنفوة ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ومازال الحديث موصولا عن سيرة النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وعن صحابتة الكرام رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، ولقد عرف العلماء الصحابي بأنه من لقي النبي محمد صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على ذلك، وعليه فصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، هم أولئك الذين أخلصوا دينهم، وثبتوا على إيمانهم، ولم يغمطوا بكذب أو نفاق حتى ماتوا، وإن المنافقين هم الذين كشف الله سترهم، ووقف المسلمون على حقيقة أمرهم، والمرتدون هم الذين ارتدوا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم أو بعده، ولم يتوبوا أو يرجعوا إلى الإسلام، وماتوا على ردتهم، هؤلاء وأولئك لا يدخلون في وصف الصحابة.

 

ولقد كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم من يدعون الصحبة وهم من المنافقين، ففي صحيح مسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم ” إن في أمتي اثنا عشر منافقا، لا يدخلون الجنة ولا يجدون ريحها حتى يلج الجمل في سم الخياط، ثمانية منهم تكفيكهم الدبيلة، سراج من النار يظهر في أكتافهم، حتى ينجم من صدورهم” ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يحب الكشف عن أسماء هؤلاء بل كان يسترهم، وكان حذيفة بن اليمان رضي الله عنه هو صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأنهم، وكان يعرفهم ولا يعرفهم غيره بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من البشر، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أسر إليه بأسماء عدة منهم ليراقبهم.

 

ولذا فإن معرفة أسمائهم بالتفصيل ليست متاحة إلا بالنسبة لمن ورد في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، إشارة إليه بصفة غير مباشرة، كما هو الحال في الرجال بن عنفوة الذي قال عنه صلى الله عليه وسلم، ذات يوم ” إن فيكم لرجلا ضرسه في النار أعظم من جبل أحد” وتحققت النبوءة حين ارتد الرّجّال، ولحق بمسيلمة الكذاب، وكان خطره على الإسلام أكبر من مسيلمة نفسه، لمعرفته الجيدة بالإسلام والقرآن والمسلمين، وقد وفد الرجال بن عنفوة، على النبي صلى الله عليه و سلم وبايعه، وعن عبد الله بن شقيق عن رجل من بلقين قال قلت يا رسول الله هل أحد أحق بشيء من المقيم من أحد قال” لا ” وقال بن حزم هذا عن رجل مجهول لا ندري أصدق في دعواه الصحبة أم لا.

 

والرّجّال بن عنفوة قد ذكره بن أبي حاتم فقال قدم على النبي صلى الله عليه و سلم في وفد بني حنيفة وكانوا بضعة عشر رجلا فأسلموا، وسمعت أبي يقول ذلك قلت لكنه ارتد وقتل على الكفر، والرحال بن عنفوة وقيل اسمه نهار بن عنفوة، وقيل أن الرجال اختلف إلى أبي بن كعب، ليتعلم منه القرآن، وكان رئيس وفد بنو حنيفة، وسلمى بن حنظلة، وقد تعلم سورة البقرة وسورا من القرآن، وذكر أنه كان على غاية من الخشوع واللزوم لقراءة القرآن والخير، ثم انقلب على عقبيه وصار من أشد أعوان مسيلمة المقربين له، وذكر ابن خلدون أن الرجال بن عنفوة من أشراف بنى حنيفة، وكان قد هاجر وأقام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

وقرأ القرآن وتفقه في الدين فلما ارتد مسيلمة بعثه النبي صلى الله عليه وسلم معلما لأهل اليمامة ومشغبا على مسيلمة فكان أعظم فتنة على بنى حنيفة منه واتبع مسيلمة على شأنه وشهد له وكان يؤذن لمسيلمة ويشهد له بالرسالة بعد النبي صلى الله عليه وسلم فعظم شأنه فيهم، وعن مخلد بن قيس البجلي قال خرج فرات بن حيان والرّجّال بن عنفوة وأبو هريرة من عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال صلى الله عليه وسلم ” لضرس أحدهم في النار أعظم من أحد” فبلغهم ذلك إلى أن أبا هريرة وفراتا عندما قتل الرجال، فخرا ساجدين وروى الواقدي عن رافع بن خديج قال كان في الرّجّال بن عنفوة من الخشوع واللزوم لقراءة القرآن والخير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى