مقال

نفحات إيمانية ومع أبو الهيثم بن التيهان الأنصارى ” جزء 5″

نفحات إيمانية ومع أبو الهيثم بن التيهان الأنصارى ” جزء 5″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الخامس مع أبو الهيثم بن التيهان الأنصارى، وعن الأصمعي، قال سألت قوم أبي الهيثم، فقالوا مات في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، قال وهذا لم يتابع عليه قائله، وعن صالح بن كيسان قال توفي أبو الهيثم في خلافة عمر بن الخطاب رضى الله عنه، وقال غيره أنه توفي سنة عشرين من الهجرة، وقال الواقدي هذا أثبت عندنا ممن روى أنه قتل بصفين مع الإمام علي بن أبى طالب رضى الله عنه وقيل إنه توفى سنة إحدى وعشرين، وقيل أنه شهد صفين مع الإمام علي، وهو الأكثر، وقال بذلك ابن الأثير، وقيل إنه قتل بها، وهذا ساقه أبو بشر الدولابي، من طريق صالح بن الوجيه، وقال ممن قتل بصفين أبو الهيثم بن التيهان، وعبد الرحمن بن بديل، وآخرون.

 

وهكذا فقد اختلف في تاريخ ومكان وفاته، وقيل بأنه توفي في المدينة المنورة في خلافة الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، وقيل بأنه شهد صفين، وقتل بها مع علي ومات بعدها بيسير، وقال الأَصمعي إِنه مات في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس بشيء، وعن أبي هريرة رضى الله عنه قال أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال لأبي الهيثم بن التيهان هل لك خادم؟ قال لا، قال إذا أتانا سَبي، فأتنا “فأتي النبي صلى الله عليه وسلم، برأسين ليس معهما ثالث، فأتاه أبو الهيثم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم، “اختر منهما” فقال يا نبي الله، اختر لي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “إن المستشار مؤتمن، خذ هذا فإني رأيته يصلي، واستوص به معروفا”

 

فانطلق أبو الهيثم إلى امرأته، فأخبرها بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت امرأته، ما أنت ببالغ ما قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم، إلا أن تعتقه، قال فهو عتيق، وقد شهد أبو الهيثم المواقف جميعا بدر وأحد والخندق والحديبية وفتح مكة وعاش عهد أبي بكر الصديق، وتوفي في أواخر عهد عمر بن الخطاب رضى الله عنهم أجمعين، وكانت أمه ليلى بنت عتيك بن عمرو بن عبد الأعلم بن عامر بن زعُوراء بن جُشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو، وهو النبيت، ابن مالك بن الأوس وكان أبو الهيثم وأخوه آخر ولد عمرو بن جشم وقد انقرضوا فلم يبق منهم أحد، أما عبيد أخوه فقتل بصفين سنة سبع وثلاثين‏ من الهجرة.

 

وقيل أن أبو الهيثم، كان اسمه مالك، وأخوه هوعتيك ابنا التيهان، وكان الذي ورثه وورث ابنته أميمة ولم يكن له غيرها والضحاك بن خليفة الأشهلي، ورثهما بالقعدد على بني عبد الأشهل، وكان أبو الهيثم يقول لو انفلقت عني روثَة لانتسبت إليها، محياي ومماتي لبني عبد الأشهل، وعن أبي أمامة بن سهل، عن مالك بن التيهان قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من قال السلام عليكم كتب له عشر حسنات، ومن قال السلام عليكم ورحمة الله كتب له عشرون حسنه، ومن قال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، كتب له ثلاثون حسنة” وكان أبو الهيثم بن التيهان عندما قام بضيافة النبى صلى الله عليه وسلم، وصاحبيه أبى بكر وعمر رضى الله عنهم أجمعين.

 

ولما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم منصرفا قَالت له أم أبى الهيثم ” لو دعوت لنا ” فقال النبى صلى الله عليه وسلم ” أفطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائكه” والصحابى الجليل أبى الهيثم كانت زوجته هى السيدة مليكة بنت سهل بن زيد بن عامر بن عمرو بن جشم، وقد أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي امرأة أبي الهيثم بن التيهان وولدت له، وكما قلنا كانت إبنته هى أميمة بنت أبي الهيثم مالك بن التيهان بن مالك بن بلي قضاعة حليف بني عبد الأشهل بن جشم، وأمها هى مليكة بنت سهل وقد أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي التي ورثته، ولم يكن له غيرها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى