مقال

نفحات إيمانية ومع أبو الهيثم بن التيهان الأنصارى ” جزء 4″

نفحات إيمانية ومع أبو الهيثم بن التيهان الأنصارى ” جزء 4″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع مع أبو الهيثم بن التيهان الأنصارى، وقد شهد أبو الهيثم العقبة مع السبعين من الأنصار، وهو أحد النقباء لاثني عشر أجمعوا على ذلك كلهم, وقيل أيضا إن أول من أسلم من الأنصار أسعد بن زرارة وذكوان بن عبد قيس خرجا إلى مكة يتنافران إلى عتبة بن ربيعة فقال لهما قد شغلنا هذا المصلي عن كل شيء يزعم أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال، وكان أسعد بن زرارة وأبو الهيثم بن التيهان يتكلمان بالتوحيد بيثرب فقال ذكوان بن عبد قيس لأسعد بن زرارة حين سمع كلام عتبة دونك هذا دينك فقاما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض عليهما الإسلام فأسلما، ثم رجعا إلى المدينة فلقي أسعد أبا الهيثم بن التيهان فأخبره بإسلامه.

 

وذكر له قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وما دعا إليه فقال أبو الهيثم فأنا أشهد معك أنه رسول الله وأسلم، ولمّا همّ الرسول صلى الله عليه وسلم بأخذ العهد على الأنصار في بيعة العقبة قام فتكلم وتلا القرآن الكريم ودعا إلى الله ورغب في الإسلام ثم قال “أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم” قال فأخذ البراء بن معرور بيده, ثم قال نعم, والذي بعثك بالحق نبيا لنمنعنك مما نمنع منه أزرنا, فبايعنا يا رسول الله فنحن والله أبناء الحروب وأهل الحلقة ورثناها كابرا عن كابر، قال فاعترض القول والبراء يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو الهيثم بن التيهان، فقال يا رسول الله إن بيننا وبين الرجال حبال، وإنا قاطعوها ويعني اليهود.

 

فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا؟ قال، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال “بل الدم الدم والهدم الهدم, أنا منكم وأنتم مني، أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم” وقال ابن هشام، وقال الهدم الهدم يعني الحرمة، أي ذمتي ذمتكم وحرمتي حرمتكم، ومن مواقفه رضى الله عنه، مع النبي صلى الله عليه وسلم، هو ما يرويه أبو هريرة ضي الله عنه فيقول خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذات يوم أو ليلة فإذا هو بأبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب، فقال “ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟” قالا الجوع يا رسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم “أما والذي نفسي بيده أخرجني الذي أخرجكما.

 

قوموا” فقاموا معه، فأتى رجلا من الأنصار، فإذا هو ليس في بيته، فلما رأته المرأة قالت مرحبا وأهلا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أين فلان؟” قالت ذهب يستعذب لنا من الماء، إذ جاء الأنصاري، فنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه ثم قال الحمد لله، ما أحد اليوم أكرم أضيافا مني، قال، فانطلق فجاءهم بعذق فيه بسر وتمر ورطب، فقال كلوا من هذه، وأخذ المدية، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم “إياك والحلوب” فذبح لهم فأكلوا من الشاة, ومن ذلك العذق وشربوا، فلما أن شبعوا ورووا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر “والذي نفسي بيده لتسألن عن نعيم هذا اليوم يوم القيامة، أخرجكم من بيوتكم الجوع.

 

ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم” فكان هذا الرجل الرجل المكرم للنبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضي الله عنهما، هو أبو الهيثم مالك بن التيهان، وقيل أن ابنته هى اميمة بنت مالك بن التيهان بن مالك وهى من النساء المبايعات لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو من خيار الصحابة، ومن سادات الأوس، وهو من صالحي الأنصار، ومن الطبقة الأولى منهم، وكان يُعدّ من خطبائهم المتقدمين، وهو من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين على بن أبى طالب، ولذلك هو من الجماعة الذين وثقهم الأئمة، أو أثنوا عليهم، أو أمروا بالرجوع إليهم، وعن أبي الهيثم بن التيهان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “المستشار مؤتمن”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى