مقال

نفحات إيمانية ومع أبو الهيثم بن التيهان الأنصارى ” جزء 3″

نفحات إيمانية ومع أبو الهيثم بن التيهان الأنصارى ” جزء 3″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث مع أبو الهيثم بن التيهان الأنصارى، ما ضر إخواننا الذين سفكت دماؤهم وهم بصفين أن لا يكونوا اليوم أحياء يسيغون الغصص، ويشربون الرّنق؟ قد والله لقوا الله فوفّاهم أجورهم وأحلهم دار الأمن بعد خوفهم، أين إخواني الذين ركبوا الطريق ومضوا على الحق؟ أين عمار؟ وأين ابن التيهان؟ وأين ذو الشهادتين؟ وأين نظراؤهم من إخوانهم الذين تعاقدوا على النية؟ وقال الراوي، ثم ضرب بيده على لحيته الشريفة فأطال البكاء ” وقد لقب أبو الهيثم بن التيهان بذي السيفين؛ لأنه كان يتقلد سَيفَين في الحرب، وهذا إن دل فإنه يدل على شجاعته وبسالته وقوة إقدامه في الحرب، إذ الفارس الشجاع المقدام يبحث دائما عن علامة فارقة تميزه عن أقرانه.

 

يتخذ منها عنوانا عسكريا له يُرهب به أعداءه، وقد اختار أبو الهيثم أن يتقلد سيفين في حروبه، وهذا الاختيار يُحتم عليه أن يكون في مقدمة العسكر وفي أول النزال وإلا لا يكون جديرا بهذا اللقب، ولذا فنحن أمام شخصية إسلامية رافقت اللبنات التأسيسية الأولى للإسلام، وأفنت عمرها في سبيل نصرته وإدامته ونشره، وقد رافق أبو الهيثم رسول الله صلى الله عليه وسلم، في كافة المراحل التي تلت هجرته المباركة، ولم يبخل بنفسه في سبيل نصرة دين الله تعالى، ثم بعد ذلك لزم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، فكان من خيرة أنصاره ومحبيه حتى ختم حياته الكريمة بالشهادة بين يديه في ميدان الكرامة الذي فصل بين الحق والبغي صفين الإباء.

 

فكان شهيدا كريما بين يدي إمامه الحق علي بن أبي طالب رضى الله عنه، فكانت حياة هذا الصحابي الجليل مليئة بالفضائل والمفاخر والسمو والرفعة، ولذلك فهو من المحطات النيرة في حياة الإسلام، وأما نسب أبو التيهان فقد اختلف فيه فقيل أنه من بلي من قضاعة وكان حليفا لبني عبد الأشهل أحد بطون الأوس، وقيل أنه من الأوس، ونسبه هو مالك بن التيهان بن مالك بن عمرو بن زيد بن عمرو بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس، وقيل بل هو مالك بن التيهان بن مالك بن عبيد بن عمرو بن عبد الأعلم بن زعوراء بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس، وكانت أمه هي ليلى بنت عتيك بن عمرو.

 

بن عبد الأعلم بن عامر بن زعوراء بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس، وهكذا قيل أنه لما هاجر النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، إلى يثرب، آخى النبي صلى الله عليه وسلم، بينه وبين عثمان بن مظعون، وقد شهد أبو الهيثم مع النبي صلى الله عليه وسلم، المشاهد كلها، كما استخدمه النبي صلى الله عليه وسلم، خارصا إلى خيبر ليقدّر قيمة زروعها بعد مقتل عبد الله بن رواحة في غزوة مؤتة، وهي المهمة التي دعاه إليها الخليفة الأول أبو بكر الصديق، فاعتذر أبو الهيثم بأنه لن يخرص بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل هو أول صحابي ضرب على يد الرسول صلى الله عليه وسلم، في بيعة العقبة الثانية.

 

وقال ابن إسحاق، فبنو النجار يزعمون أن أبا أمامة أسعد بن زرارة كان أول من ضرب على يده، وبنو عبد الأشهل يقولون بل أبو الهيثم بن التيهان، وكان أبو الهيثم يكره الأصنام في الجاهلية ويؤفف بها ويقول بالتوحيد هو وأسعد بن زرارة وكانا من أول من أسلم من الأنصار بمكة ويجعل في الثمانية النفر الذين آمنوا برسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة من الأنصار فأسلموا قبل قومهم, ويجعل أبو الهيثم أيضا في الستة النفر الذين يروى أنهم أول من لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأنصار بمكة فأسلموا قبل قومهم وقدموا المدينة بذلك وأفشوا بها الإسلام، وقد قال محمد بن عمر، وأمر الستة أثبت الأقاويل عندنا إنهم أول من لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأنصار فدعاهم إلى الإسلام فأسلموا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى