مقال

نفحات إيمانية ومع ماء السماء بن حارثة “جزء 1”

نفحات إيمانية ومع ماء السماء بن حارثة “جزء 1”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

وما زال الحديث موصولا عن الخلافه الأمويه ومع أمير من أمراء هذه الدوله وهو الأمير يزيد بن المهلب بن سراق بن صحيح بن كندة بن عمرو بن وائل بن الحارث بن العتيك بن الأسد بن عمران بن عمرو وهو يسمى مزيقياء بن عامر وهو يسمى ماء السماء بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد الأزدي، وهو يزيد بن المهلب، بن أبي صفرة، وهو الأمير أبو خالد الأزدي، وقد تولي إمارة المشرق بعد أبيه المهلب بن أبى صفره، ثم تولي إمارة البصرة فى عهد الخليفه الأموى سليمان بن عبد الملك، ثم عزله الخليفه الأموى الراشدعمر بن عبد العزيز، وأمر مكانه عدي بن أرطاة ، وقد طلبه عمر بن عبد العزيز وسجنه.

 

وقد روى عنه ابنه عبد الرحمن بن يزيد، وأبو إسحاق السبيعي، وقد كان مولده فى زمن الخليفه معاوية بن أبى سفيان، سنة ثلاث وخمسين من الهجره، وكان الحجاج بن يوسف الثقفى، قد عزله وعذبه ، فسأله أن يخفف عنه الضرب على أن يعطيه كل يوم مائة ألف درهم، فقصده الأخطل ومدحه، فأعطاه مائة ألف، فعجب الحجاج بن يوسف، من جوده في تلك الحال وعفا عنه، وقد اعتقله، ثم هرب من حبسه، وقد قيل أنه له أخبار في السخاء والشجاعة، وكان الحجاج بن يوسف مزوجا بأخته، وكان يدعو ” اللهم إن كان آل المهلب برآء ، فلا تسلطني عليهم ، ونجهم ” وقيل أنه هرب يزيد بن المهلب من الحبس، وقصد عبد الملك بن مروان.

 

فمر بعريب في البرية، فقال لغلامه ” استسقنا منهم لبنا، فسقوه فقال أعطهم ألفا، قال إن هؤلاء لا يعرفونك، قال لكني أعرف نفسي، وقيل أنه أغرم سليمان بن عبد الملك، عمر بن هبيرة الأمير ألف ألف درهم ، فمشى في جماعة إلى يزيد بن المهلب فأداها عنه، وكان سليمان بن عبد الملك قد ولاه العراق وخراسان، فقال فودعني عمر بن عبد العزيز، وقال يا يزيد ، اتق الله، فإني وضعت الوليد في لحده فإذا هو يرتكض في أكفانه، وقال خليفة فسار يزيد إلى خراسان ثم رد منها سنة تسه وتسعين من الهجره، فعزله عمر بن عبد العزيز، بعدي بن أرطاة ، فدخل ليسلم على عدي، فقبض عليه وجهزه إلى عمر، فسجنه حتى مات عمر بن عبد العزيز.

 

وقد حكى المدائني أن يزيد بن المهلب، كان يصل نديما له كل يوم بمائة دينار، فلما عزم على السفر، أعطاه ثلاثة آلاف دينار، قلت، ملوك دهرنا أكرم، فأولئك كانوا للفاضل والشاعر، وهؤلاء يعطون من لا يفهم شيئا ولا فيه نجدة، أكثر من عطاء المتقدمين، وقد قيل أنه أمر يزيد بن المهلب بإنفاذ مائة ألف إلى رجل، وكتب إليه لم أذكرها تمننا، ولم أدع ذكرها تجبرا، وعنه قال ” من عرف بالصدق جاز كذبه، ومن عرف بالكذب لم يجز صدقه ” وقد قال الكلبي ” أنشد زياد الأعجم يزيد بن المهلب فقال ” وما مات المهلب مذ رأينا على أعواد منبره يزيدا، له كفان كف ندى وجود وأخرى تمطر العلق الحديدا، فأمر له بألف دينار.

 

وقيل إنه حج، فلما حلق رأسه الحلاق، أعطاه ألف درهم ، فدهش بها، وقال ” أمضي أبشر أمي ” قال أعطوه ألفا أخرى، فقال امرأتي طالق إن حلقت رأس أحد بعدك، قال ” أعطوه ألفين آخرين ” وقيل أنه دخل حمزة بن بيض على يزيد في حبسه، فأنشده قائلا ” أصبح في قيدك السماح مع الحلم وفن الآداب والخطب لا بطر إن تتابعت نعم، وصابر في البلاء محتسب ” فقال يزيد ما لنا ولك يا هذا ؟ قال وجدتك رخيصا، فأحببت أن أسلفك، فقال لخادمه، كم معك من النفقة ؟ قال نحو عشرة آلاف درهم، قال ادفعها إليه، وقيل أنه غزا يزيد طبرستان ، وهزم الإصبهبذ ثم صالحهم على سبع مائة ألف وعلى أربعمائة حمل زعفران.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى