مقال

نفحات إيمانية ومع مالك بن أوس بن جذيمة “جزء 3”

نفحات إيمانية ومع مالك بن أوس بن جذيمة “جزء 3”

بقلم / محمـــد الدكــــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث مع مالك بن أوس بن جذيمة، وفي معركة اليرموك، كان ضرار بن الأزور، أول من بايع عكرمة بن أبي جهل، وذهب مع أربعمائة من المسلمين، واستشهدوا جميعا إلا ضرار، وقد ذهب ضرار مع كتيبة من المسلمين لمعرفة أخبار الروم ، فقاتل الروم ويقال قتل منهم أربعة مائة ولكنه وقع أسيرا، فبعث المسلمين كتيبة لتحريره ومن معه، وبالفعل حرروهم وعادوا معهم، وقد شارك أيضا ضرار في فتح دمشق مع خالد بن الوليد رضي الله عنهم، ثم توفى ضرار بن الأزور في منطقة غور الأردن، ويرجح أنه مات في طاعون عمواس، ودُفن هناك وسميت هذه المدينة باسمه ضرار، وقد قيل بأن اخته هي السيده خولة بنت الأزور.

 

رغم أن العديد من المؤرخين ينفون وجود هذه الشخصية، وخولة بنت الأزور هي شخصية عاشت خلال فترة الخلفاء الراشدين، وتم ذكرها في كتاب فتوح الشام المنسوب بشكل خاطئ إلى الواقدي، وكان حسب الرواية أن خولة بنت الأزور، كانت مقاتلة وشاعرة من قبيلة أسد، وهي أخت ضرار بن الأزور، وتصور خولة كأشجع نساء عصرها، وتوفيت آخر عهد الخليفه عثمان بن عفان، وفي شعرها جزالة وفخامة وأكثره في الفخر، وقد ذكر ابن حجر عدد ثمانى وعشرين صحابية باسم خولة في اختلاف في بعضهن ولكنه لم يذكر مطلقا اسم بنت الأزور، وكما ذكر ابن حجر ترجمة الصحابي ضرار بن الأزور وذكر ثلاثة من إخوته الذكور من المسلمين ولم يكن بينهم أي امرأة.

 

وقد ذكر أبو الفرج الأصبهاني صاحب كتاب الأغاني، أن هناك ست خولات، وليست بينهن خولة بنت الأزور، وكذلك، ابن قتيبة الدينوري صاحب كتاب الشعر والشعراء، وابن سلام الجمحي صاحب كتاب طبقات فحول الشعراء، وخولة بنت الأزور ليست خيالا بل هي شخصية واقعية لها بطولاتها وأعمالها، حسب المؤرخين المدافعين عن واقعية وجودها، يستندون إلى كتب تاريخ مثل كتاب الأعلام للزركلي، وكما جاء ذكرها في عدة كتب تراجم، ولكن كل أو أغلب هذه الكتب متأخرة اعتمدت على كتاب فتوح الشام للواقدي، وقد قيل انه لما قدم على الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، كان له ألف بعير برعاتها فأخبره بما خلف.

 

وقد كان له رضي الله عنه قصة في غاية اللطف في معركة أجنادين إذ علم القائد خالد بن الوليد بوجود مؤامرة من قبل قائد الروم وردان، لقتله عن طريق استدراجه للتفاوض ثم الهجوم عليه بمفرزة من الروم تكون كامنة في مكان مخفي، وجاء وقت المعركة واصطف الجيشان وطلب وردان، قائد الروم ان يتقدم له القائد خالد بن الوليد، فتقدم له وهجم وردان على القائد خالد بن الوليد، فصد خالد هجومه وحمل عليه وإذا بالمفرزة الرومية تأتي من خلف تلة قريبة وكان القائد خالد بن الوليد قد أوكل لضرار بن الأزور، قيادة مفرزة من جند المسلمين لتصد هجوم مفرزة وردان الغائلة، واقتربت مفرزة الروم وسيف الله خالد بن الوليد يقاتل وردان والقلق يساوره.

 

بسبب عدم ظهور ضرار وجنده حتي إذا اقترب الروم وأيقن خالد بن الوليد أنه لامحالة مقتول أو مأسور، هنا خلع قائد المفرزة خوذته وألقى دروعه وخلع قميصه ليصبح عاري الصدر، فإذا به هو ضرار بن الأزور وقد هجم بجنده على جند الروم وقتلوهم وارتدوا زيهم لعمل مناورة لطيفة، وهنا تنفس القائد خالد بن الوليد الصعداء وحمل على وردان فأسقط سيفه وخر وردان راكعا بين يدي ابن الوليد قائلا له، سألتك الذي تعبد أن تقتلني بيدك ولا تجعل هذا الشيطان يقترب مني، فأشار سيف الله خالد بن الوليد إلى ضرار، فأطاح ضرار برقبة وردان جزاء وفاقا على كفره وخيانته، وهبطت معنويات الروم بمقتل قائدهم وهزموا في تلك المعركة هزيمة ثقيلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى