مقال

الدكرورى يكتب عن عبد الله بن عبد الله بن سلول ” جزء 3″

الدكرورى يكتب عن عبد الله بن عبد الله بن سلول ” جزء 3″

بقلم / محمـــد الدكــــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث مع عبد الله بن عبد الله بن سلول، وكان ابن سلول يقصد النبي صلى الله عليه وسلم، ولما علم ابنه عبد الله بما قال ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقال “يا رسول الله قد علمت المدينة أنه لا يوجد أحد أبر من أبيه مني فإن تريد قتله فأمرني أنا فإني لا أصبر على قاتل أبي” وعندما دخل الجيش المدينة بعد العودة من غزوة بنو المصطلق تقدم عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول الجيش ووقف بسيفه على مدخل المدينة والكل مستغرب من عمله حتى إذا قدم أبوه داخلا المدينة أشهر السيف في وجه أبيه وقال “والله لا تدخل حتى يأذن لك رسول الله صلى الله عليه وسلم” وقد قال بن سلول أيضا ” لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ”

 

أي امنعوا الأموال عنه وعن أصحابه، ولا تعطوه زكاة ولا غيرها، فيضطر الناس للانفضاض عنه، وكان الأعراب الذين يأتون للمال لا يأتون، فلما سمع بذلك عمر بن الخطاب، قال دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” دعه، لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه ” وقد سماه الصحابة الكرام رضوان الله عليهم بقلب رأس النفاق، ولما توفي عبد الله بن أبي، جاء ابنه عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله أن يعطيه قميصه يكفن فيه أباه فأعطاه، ثم سأله أن يصلي عليه فقام الرسول صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه، فقام عمر فأخذ بثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله.

 

وقد نهاك ربك أن تصلي عليه؟ فقال رسول الله إنما خيرني الله تعالى فقال “استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مره فلن يغفر الله لهم” من سورة التوبه، وسأزيده على السبعين، فقال عمر إنه منافق، ويقول ابن عمر، رضى الله عنهما، فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله عز وجل هذه الآية “ولا تصل على أحد منهم مات أبدا، ولا تقم على قبره، إنهم كفروا بالله ورسوله، وماتوا وهم فاسقون” من سورة التوبه، ويجزم المؤرخون المسلمون أنه بموت عبد الله بن أبي بن سلول، انحسرت حركة النفاق بشكل كبير، وتراجع بعض أفرادها فيما بقي البعض الآخر على الكفر الذي يضمرونه، وقيل إنه لا يعرفهم سوى حذيفة بن اليمان صاحب سرّ الرسول صلى الله عليه وسلم.

 

وأما عن موقف عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول مع أبيه، قيل أنه رجع النبى صلى الله عليه وسلم من غزوة من الغزوات، وفي تلك الغزوة كان معه المنافقون، ومنهم عبد الله بن أبي بن سلول، قائد لواء النفاق وكان من الخزرج، وقد كان الأنصار يريدون أن يملكوه عليهم قبل أن يهاجر الرسول صلى الله عليه وسلم إليهم، وقد كان فيه صحة في الجسم وبسطة في المال، ولكن داخله النفاق، فخرب ظاهره وباطنه، وقد نزل هذا الرجل مع الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة، فتشاجر رجل من الأنصار مع رجل من المهاجرين، فوصل الخبر إلى عبد الله بن أبي قال صدق القائل صاحب المثل ” جوع كلبك يتبعك، وسمن كلبك يأكلك ” ثم قال والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل”

 

فذهب زيد بن أرقم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وقال يا رسول الله، سمعت عبد الله بن أبي بن سلول يقول هذا اليوم كذا وكذا، والله لو كان قالها في غيرك وفي غير الإسلام لما رفعتها إليك يا رسول الله، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم، إلى عبد الله بن أبي فسأله، فحلف بالله ما قال من ذلك شيئا وحلف أن زيد بن أرقم كاذب، فحلف الفتى زيد بن أرقم وكان شابا انه صادق، فيقول الأنصار يا رسول الله، لا تصدقه، عبد الله بن أبي بن سلول لا يقول هذا، فخرج هذا الشاب، فجعل الناس يقولون أتى زيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالكذب وقال فأخذني ما قرب وما بعد من الهم حتى كاد يقتلني، كيف أكذب وأنا سمعت الرجل يقول هذا الكلام؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى