مقال

الدكروري يكتب عن بيعة الشجرة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن بيعة الشجرة
بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن بيعة الرضوان أو بيعة الشجرة هي حادثة في التاريخ الإسلامي حدثت في شهر ذي القعدة من السنة السادسة للهجرة في منطقة الحديبية، حيث بايع فيها الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم، على قتال قريش وألا يفروا حتى الموت، بسبب ما أشيع من أن عثمان بن عفان قتلته قريش حين أرسله النبي صلى الله عليه وسلم، إليهم للمفاوضة، لما منعتهم قريش من دخول مكة وكانوا قد قدموا للعمرة لا للقتال، فلما بلغ المسلمين إشاعة مقتل عثمان قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم ” لا نبرح حتى نناجز القوم ” ودعا المسلمين للبيعة فبايعوا، ويقدَّر عدد الصحابة الكرام الذين حضروا بيعة الرضوان نحو ألف وأربعمائة صحابي، وكانت البيعة تحت شجرة وسُميت بعد ذلك بشجرة الرضوان، وسبب تسمية البيعة بالرضوان.

أنه جاء في القرآن الكريم أن الله قد رضي عن الصحابة الذين حضروا هذه البيعة، ولذلك قيل أن أهل بيعة الرضوان هم من أهل الجنة، كما وردت عدة أحاديث نبوية في ذات المعنى منها قول النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، ” لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجره ” وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم، أصحابه باتخاذ الاستعدادات لأداء مناسك العمرة في مكة، بعد أن رأى في منامه أنه دخل هو وأصحابه المسجد الحرام، واستنفر النبي صلى الله عليه وسلم، العرب ومن حوله من أهل البوادي من الأعراب ليخرجوا معه، وقد ساق معه الهدي وأحرم بالعمرة لتعلم قريش أنه خرج زائرا للبيت الحرام، فخرج منها يوم الاثنين غرة شهر ذي القعدة ومعه زوجته السيده أم سلمة، ولم يخرج بسلاح، إلا سلاح المسافر وهى السيوف فقط.

وساق معه سبعين بدنة، واستخلف على المدينة نميلة بن عبد الله الليثي وقيل، استخلف عبد الله بن أم مكتوم، ولمّا علمت قريش بذلك، قررت منعه عن الكعبة، فأرسلوا مائتين فارس بقيادة خالد بن الوليد للطريق الرئيسي إلى مكة، ولما وصل النبي صلى الله عليه وسلم، لعسفان لقيه بشر بن سفيان الكلبي وأخبره بجيش قريش، فاتخذ النبي صلى الله عليه وسلم، طريقا آخر، وكان دليله في هذا الطريق حمزة بن عمرو الأسلمي، حتى وصل إلى بشر الحديبية على بعد تسعة أميال من مكة، فجاءه نفر من خزاعة ناصحين له، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم ” إنا لم نجيء لقتال أحد، ولكنا جئنا معتمرين، وإن قريشا قد نهكتهم الحرب وأضرت بهم، فإن شاءوا ماددتهم، ويخلوا بيني وبين الناس، وإن شاءوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا، وإلا فقد جمُوا.

وإن هم أبوا إلا القتال فوالذي نفسي بيده لأقاتلنهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي، أو لينفذن الله أمره ” فعادوا إلى قريش موصلين تلك الرسالة، فبعثت قريش الحليس بن علقمة الكناني سيد الأحابيش بني الحارث بن عبد مناة بن كنانة وحلفاء قريش فلما رآه الرسول قال ” إن هذا من قوم يتألهون، فابعثوا الهدي في وجهه حتى يراه ” فلما رأى الحليس بن علقمة الهدي يسيل عليه من عرض الوادي في قلائده، وقد أكل أوباره من طول الحبس عن محله، رجع إلى قريش ولم يصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، إعظاما لما رأى، فقال لهم ذلك، فقالوا له ” اجلس، فإنما أنت أعرابي لا علم لك ” فغضب عند ذلك الحليس وقال ” يا معشر قريش، والله ما على هذا حالفناكم، ولا على هذا عاقدناكم، أيُصد عن بيت الله من جاء معظما له؟

والذي نفس الحليس بيده، لتخلن بين محمد وبين ما جاء له، أو لأنفرن بالأحابيش نفرة رجل واحد ” فقالوا له ” مه، كف عنا يا حليس حتى نأخذ لأنفسنا ما نرضى به ” ثم بعثت قريش عروة بن مسعود الثقفي، ليفاوض المسلمين، فأعاد النبي صلى الله عليه وسلم، عليه نفس العرض، فعاد لمكة قائلا ” والله ما رأيت ملكا يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمدا، والله ما تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم، فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده، وما يُحدون إليه النظر تعظيما له، وقد عرض عليكم خطة رُشد فاقبلوها”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى