مقال

الدكروري يكتب عن تحريم الحلال وتحليل الحرام

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن تحريم الحلال وتحليل الحرام

بقلم / محمــــد الدكـــروري

 

إن تحريم الحلال ليس بأقل إثما من تحليل الحرام، فكلاهما إثم، وكلاهما يوازي الشرك بالله، وهو شرع لك أنت سلكت طريقا آخر، فكل إنسان يحلل الحرام أو يحرم الحلال فقد عمل عملا قريبا من الشرك، ولكنه شرك في التشريع، أى أشرك نفسه مع الله تعالى في التشريع، وقال الله تعالى كما جاء فى سورة البقرة” يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكرو لله إن كنتم تعبدون” فإن المحرمات فى الأطعمة ذات المنشأ الحيواني هى أربع على الإيجاز وعشرة على التفصيل، فكم نوع من أنواع اللحوم؟ فهى أنواع لا تعد ولا تحصى، فقال الله تعالى كما جاء فى سورة البقرة ” إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم”

 

وقال الله تعالى أيضا كما جاء فى سورة الأنعام ” قل لا أجد فى ما أوحى إلى محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا أهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن ربك غفور رحيم” وهكذا فإن المحرمات أربع، الميتة، والدم، ولحم الخنزير، وهذه محرمة لذاتها، وما أهل لغير الله به، وهو أنه لو أكلت لحم ضان لم تذكر اسم الله عليه، وذكرت اسم فلان، أو علان، أو الصنم الفلانى، فإن هناك ثلاثة أشياء محرمة لذاتها، وهناك شيء محرم لغيره، فالميتة، والدم، ولحم الخنزير، وما أهل لغير الله به، هذه المحرمات الأربع ثلاثة لذاتها، وواحدة لغيرها، وهذا على الإيجاز.

 

أما على التفصيل فعشرة، فقال الله تعالى كما جاء فى سورة المائدة ” حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب ” فإن المحرمات في الأطعمة ذات المنشأ الحيوانى هم أربع على الإيجاز، وعشرة على التفصيل، لأن المنخنقة والموقوذة، والمتردية، والنطيحة، هذه مع الميتة، وما ذبح على النصب هذا مع ما أهل به لغير الله، وأما عن حاجة ضعاف الإيمان إلى التعليل فهناك اتجاهان في شرح الأحكام الفقهية، فالاتجاه الأول هو إذا آمنت أن لهذا الكون خالقا عظيما خلق السماوات والأرض، لأى أمر أمرك به، أو أى نهى نهاك عنه.

 

لأنه أمر ولأنه نهى فهذه علة كافية، وإذا كان عندك جهاز معقد وقرأت التعليمات لوجدت أن الشركة الصانعة عمرها مائة عام، وعندها ثمانية آلاف مهندس، وقد أعطت توجيها تشعر بكل خلية بجسمك، وبكل قطرة بدمك، وأن هذا الكلام صحيح، وهذه التوجيهات يجب أن تنفذ، ولا يخطر في بالك أبدا أن تناقش هذه الشركة الصانعة في هذه التوجيهات، لأنها هي الصانعة، فكذلك إذا قلنا بأن الميتة يحرم أكلها، فعندنا اتجاهان، فالأول هو أن تقول لأن الله حرم علينا الميتة فهى حرام، ولكن إذا أردت أن تقنع ضعاف الإيمان فإنك تحتاج إلى التعليل، لكن لو فرضنا أن الإنسان لم يعرف التعليل ألا ينبغى أن ينفذ الأمر الإلهي؟

 

ولا ينبغي أن تعلقه على التعليل، ولكن التعليل يقوى إيمانك، فإن التعليل يجعل الشريعة معقولة، والتعليل يجعلك تعلم الناس، أما المؤمن الصادق فلأن الله أمر انتهى، ولأن الله نهى انتهى، وعلة أى أمر أنه أمر، ولكن هذه الدابة إذا ماتت دمها فيها، فإن كل الأمراض والأوبئة وعوامل الضعف فى الدم، فإذا بقى الدم في الدابة فقد أصبحت مؤذية في تناولها، فلذلك قيل أنه صدر قانون فيدرالي يمنع قطع رأس الذبيحة على مستوى أمريكا كلها، فحين يقطعون رأس الذبيحة القلب يضرب الضربات النظامية وهى ثمانون ضربة وهذه الضربات النظامية لا تكفى لإخراج الدم، فتبقى الذبيحة زرقاء الدم، وطعمها غير مستساغ.

 

فقد عرفوا هذا من التجربة عادوا إلى الشرع مقهورين لا متعبدين، لكن إذا قطعت أوداج الذبيحة جاء الأمر الاستثنائي من الدماغ إلى القلب، ورفع الضربات إلى مئة وثمانين ضربة، وهى تخرج الدم كله من الذبيحة، وهم بالتجربة وجدوا أنه لابد أن تكون الذبيحة خالية من الدم، وقد كانت كل الطرق القديمة في المسالخ الأجنبية تقطع الرأس كالمقصلة تماما، ولكن الآن منع قطع الرأس ليبقى الأمر الاستثنائى من الدماغ سارى المفعول، حتى القلب يضخ الدم كله خارج الذبيحة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى