مقال

نفحات إيمانية ومع مالك بن أوس بن جذيمة “جزء 1”

نفحات إيمانية ومع مالك بن أوس بن جذيمة “جزء 1”

بقلم / محمـــد الدكــــرورى

 

إن الجهاد في سبيل الله عز وجل، هو باب من أبواب الجنة، قد فتحه الله عز وجل لخاصة أوليائه، وهو لباس التقوى، ودرع الله الحصينة، وجنته الوثيقة، فمن تركه رغبة عنه ألبسه الله ثوب الذل، وشملةَ البلاء، وإن الجهاد في سبيل الله تعالى نتائجه لاحبة ومُبصرة في الحياة الدنيا، ومنتظرة في الدار الآخرة، وهى سُنة الله تعالى، في تمييز الخبيث من الطيب وهى فرز في الدنيا للدنيا، وفرز في الآخرة للآخرة، وإن جزاء الخبثاء في الدنيا هو الخزي، وفي الآخرة هم ركام جهنم، وإن للطيبين إحدى الحسنيين، أو الحسنيان معا، فى الدنيا والآخرة، وهى عزة في الدنيا، وكرامة في الجنة، وإن الجهاد في سبيل الله تعالى، هو مفتاح الخير، وباب الفلاح.

 

وإن الجهاد في سبيل الله هو باب الشهادة، وإن الشهادة ثوابها هو الجنة، وإن الشهيد حي عند ربه، وإن المجاهد في سبيل الله أفضل من القاعد المتقاعس، فإن له درجات عند الله، وفضل عظيم، فالله سبحانه وتعالى، جعل الجهاد ذروة سنام الإسلام، تشريفا له وإعظاما، وإن فضل المجاهدين عى القاعدين من المؤمنين، ولو كانوا سُجّدا وقياما، وبين أيدينا فى هذا المقال مجاهد من المجاهدين، وصحابى من الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، ألا وهو ضرار بن الأزور وهو مالك بن أوس بن جذيمة بن ربيعة بن مالك بن ثعلبة بن أسد بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، الأسدي.

 

وهو صحابي جليل، ويكنى بأبا الأزور، ويقال أبو بلال، وبنو أسد هم قبيلة خندفية مضرية عدنانية وتعد من القبائل العربية القديمة، وهى تنسب إلى أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار، وكان موطن قبيلة أسد في الجاهلية في نجد غربي القصيم وشرقي جبلي طيء، وأما عن ضرار بن الأزور، فإنه هو الفارس الذي أسماه الروم، الشيطان عارى الصدر، وقد أطلقوا عليه هذا الإسم لأنه كان يقاتل تحت درعه حتى إذا شعر بثقل حركته خلع درعه وخلع قميصه ليقاتل عاري الصدر خفيف فيضرب في العدو يمينا ويسارا، وكان يغريهم تخففه من دروعه فيهموا به ليقتلوه فلا يعودون أبدا وانما يعالجهم رضي الله عنه من وساوس الشيطان بسيفه.

 

فيضرب رقابهم ويقطف رؤوسهم حتى ذاع صيته في جند الروم بأنه شيطان وليس إنسان، وكان فارسا و شاعرا، وكان ثري المال وصاحب جاه وسيد في قومه، وتهابه الأعداء، وقد ترك ماله وثروته ليلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم، ويسلم فكان نصرا للإسلام وهلاكا على الأعداء من بطولاته إنه واجه جيشا للروم وحده وفعل بهم الأفاعيل وأصاب فيهم مقتلة عظيمة فأطلقوا عليه الشيطان ذو الصدر العاري، وقد ترك الدنيا ومتاعها ليعيش متعة الحق في دين الإسلام، وقد أسلم ضرار بن الأزور الأسدى، بعد الفتح، وقد كان له مال كثير، وقيل إن له ألف بعير برعيانها، فترك جميع ذلك، وأقبل على الإسلام بحماسة ووفاء.

 

فقال له النبي صلى الله عليه وسلم “ربح البيع” ودعا الله ألا تغبن صفقته هذه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “ما غُبنت صفقتك يا ضرار” وقيل إنه كان فارسا شجاعا، شاعرا، وإنه من المحاربين الأشداء الأقوياء ومحبي المعارك، ويقول بعضهم إن ذكر اسمه كان كافيا ليدُب الرعب في قلوب الأعداء، وله مكانة عند النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان يثق به، فيرسله إلى بعض القبائل فيما يتصل بشؤونهم، وقد أرسله ذات مرة ليوقف هجوم بني أسد، فقد شارك كقائد في العديد من الغزوات، كحرب المرتدين، وفتوح الشام، وكان من الذين تعاهدوا على الثبات في وجه الروم، وذلك عندما وقف عكرمة بن أبي جهل يقول “من يبايع على الموت” فكان ضرار بن الأزور، أول من استجاب له.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى